لقد عاش مكون لمعلمين وقبل إنشاء الدولة الموريتانية وفي ظل الأنظمة الاستبدادية الماضية شتى أنواع التهميش والغبن وتبعا لما يحدث لهذه الشريحة في موريتانيا من تكريس لدونية بينهم وباقي طبقات المجتمع، وفي ظل الصمت القبلي المطبق وانعدام أشكال التضامن معهم من باقي مكونات هذا الشعب.
خرجت مجموعة من الأطر والشباب من مكون لمعلمين رأت بأن هناك ضرورة لتفعيل التعاطف مع مطلب الحرية والمساواة في العدالة الاجتماعية الذي ترفعه قبضات وحناجر لمعلمين في جميع تراب موريتانيا مطالبة بالعدالة الاجتماعية وعدم تكريس النظرة الدونية لهذه الشريحة وهم يرفعون شعاراتها على وجوههم وتتوق هذه الوجوه في تكريس مبدأ العدالة التي تنتهجها أغلب البلدان المتحضرة ومن يدرس بعمق تاريخ موريتانيا ودور لمعلمين في إنشاء هذه الدولة الحديثة يدرك أنهم كانوا دوما مركز إشعاع حضاري نهلت منه كل المدن إقتصاديا وثقافيا.
فهم كانوا مركز جذب اقتصادي عبر التاريخ الذي تنوعت بضاعته وسحرت مقتنياته الزائرين من أفضل الصناعات.
ومن منطلق هذا الفهم الوحدوي وإدراكنا نحن ممثلي واطر لمعلمين في موريتانيا بأن قضيتنا لا تكتمل حين نكون بلا جذورها وعمقنا التاريخي يتمثل في موريتانيا قلبنا النابض وحفاظا على وحدتنا الوطنية التي هي من أهم أولوياتنا من أجل السلام في هذه الأرض الطيبة قررنا نحن ممثلي كافة لمعلمين، وبعد سلسلة من اللقاءات والمداولات، الإعلان عن تأسيس" نداء لمعلمين " بهدف المطالبة بجميع الحقوق الضائعة والحفاظ أيضا على موروثنا الحضاري وكلنا ثقة ان هذه البنية الجديدة ستؤدي لا محالة إلى نهضة على صعيد الحقوق.
فنحن نرى بأن لمعلمين مركز إشعاع اقتصادي وثقافي سيضيء ابعد من حدود موريتانيا إذا تضافرت كامل الجهود وتعاضدت خيرة القدرات ووضعت كل الخبرات في موضع البناء والتطوير والإبداع بعيدا عن المزاحمات الحزبية أو المناورات السياسية ,
فنحن نؤمن بأن قضيتنا فوق الأحزاب والانتماءات الضيقة وبقائها صامدة يعتمد على وعينا الوحدوي وقدرتنا على تقديم المصالح العامة على الخاصة ولا نختلف هنا مع أي جهاز آخر يتحدث باسم لمعلمين بل نعتبره امتداد لهذه الفكرة وقوة لنا.
كما نرى بأن الاختلاف من زاوية المعالجة والمطالبة بالحقوق لا يجهض أي حق بل يقويه ويرفعه ويجب علينا جميعا أن نبتعد عن كل ما من شأنه أن يواصل نهج التهميش وضرب روح الوطنية وتكريس ثقافة الاستهلاك والابتذال والتخلف وتغذية الصراعات الهامشية وفي هذا السياق يسعى النداء إلى بلورة محتوى الثقافة الوطنية لدى شباب لمعلمين والناشئة بمختلف الوسائل.
وباعتماد مواد ومواضيع ذات الطابع الملتزم بقضايا الشعب,كما تحاول على مستوى هياكلها وتنظيمها الداخلي توفير مناخ من الحرية في إبداء الراي وممارسة الديمقراطية في أخذ القرار كما تطمح الى التصدي لثقافة التخوين بشتى تمظهراته وفضح الأعمال التي تنشر اليأس والإحباط والأنانية والفردية وهو مطالب أيضا بالدفاع عن جميع المطالب المشروعة كتشغيل الشباب وسن برامج تنموية عادلة تخدم مصالح جميع الشعب.
نداء لمعلمين
بتاريخ 06-10-2017
الرئيس عبد الله / لبات