أخيراً وبعد طول انتظار يدخل جورج وايا وتدخل ليبيريا التاريخ من أوسع أبوابه كأول لاعب كرة قدم محترف يتقلد منصب رئيس الجمهورية في بلاده. وذلك بعد محاولتين فاشلتين أولهما عام 2005. خسر الانتخابات أمام الرئيسة السابقة ألين جونسون سيرليف والثانية عام 2011 عندما خسر السباق على منصب نائب الرئيس.
جورج وايا ابن حي كلارا تاون الفقير في العاصمة الليبيرية مونروفيا، أحد أفقر عواصم العالم واللاعب الإفريقي الوحيد الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم عام 1995. وهو الوحيد في العالم الذي جمع لقب أفضل لاعب في أفريقيا وأوروبا والعالم في جعبته، والذي أصبح رمزاً سياسياً وإنسانياً في بلاده، بعد اعتزاله كرة القدم لدوره الفعال في المجتمع بالتعاون مع اليونيسيف.
مجدداً تتسلط الأضواء على دولة ليبيريا الواقعة غرب قارة أفريقيا أحد أفقر دول العالم على الرغم من إنتاجها الوافر من الماس والذهب! فبعد انتهاء الحرب الأهلية الدموية عام 2003 التي راح ضحيتها أكثر من ربع مليون نسمة وبعد استقالة الرئيس الأسبق تشارليز تايلور الذي ينتمي إلى الأقلية من الليبيريين الأمريكيين الذين لا تتجاوز نسبتهم 5%، ونفيه إلى نيجيريا واستلام الأمم المتحدة البلاد لإعادة الاعمار وترتيب الأوضاع وإقامة انتخابات رئاسية نزيهة، لتنتخب ألين جونسون سيرليف عام 2005 أو ما تسمى بالمرأة الحديدية كأول سيدة في أفريقيا تتقلد منصب رئاسة الجمهورية في بلادها وتحقق نجاحات لا بأس بها خاصة فيما يتعلق بإنهاء الحرب الأهلية. مما استدعى حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2011بالاشتراك مع اليمنية توكل كرمان لدورها في إنهاء هذه الحرب في بلادها .
يوماً بعد يوم ينطلق قطار الديمقراطية في أفريقيا ولا أحد يستطيع إيقافه بعد سنوات كثيرة من الدموية والحروب الأهلية الطاحنة التي راح ضحيتها الملايين في ليبيريا ورواندا والكونغو وغيرها من الدول الأفريقية التي تجاوزت تلك الماضي التعيس لتمضي قدماً بشعوبها.
فها هي سيدة تتقلد منصب رئيسة الجمهورية ولاعب كرة يصبح رئيساً ومدينة مزقتها الحرب الأهلية "كيجالي عاصمة رواندا" تصنفها الأمم المتحدة الآن كأجمل مدن القارة.
أما نحن في وطننا العربي في القرن الواحد والعشرين نعتبر أن حصول المرأة على حق قيادة السيارة هو إنجاز تاريخي!