النظام الطبقي في موريتانيا قديما.. قاعدة في العدل والعبودية ثغرة فيها | صحيفة السفير

النظام الطبقي في موريتانيا قديما.. قاعدة في العدل والعبودية ثغرة فيها

ثلاثاء, 05/12/2017 - 14:20
الإعلامي عثمان ولد بكار

لقد شكل النظام الطبقي في موريتانيا خلال عقود متوالية صمام أمان في وجه التحديات والحاجة فكان بناء متينا رصت لبناته وتوزعت حسب إمكانات كل فصيل وتمكنه من صنعته التي لايتقن سواها وكغيره من الانظمة الطبقية في العالم تميز النظام الطبقي في موريتانيا بفكرة الأسرة المدرسة او بمعنى اخر ربط الصنعة بالاسرة (الأبوان) وكأن الطفل حين يولد في ذلك الوقت بعد ان ولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها فإن كان أبواه من أهل السلاح والبأس (عربنانه) أومن اهل الاختصاص في الدين (طلبنانه أو سزويانه ) أو يزنكيانه أو يمكرظانه أو يمعلمانه أو يسكويانه إلخ ......

حظه من العطاء مقتصر على تلك الصنعة يستأثر لنفسه بنفع احترافها ولايتحمل تكاليف غيرها فتقسمت الأدوار وكل يدفع الثمن ويكسبه في آن واحد ومع أنه لاتخلوا قاعدة من شذوذ فأن السمة الغالبة يتجلى فيها حين التعمق بعض من عدل فعلى العكس مما يروج له البعض من سلبيات اكتنفت تلك المرحلة الا أن الواقع خلاف لذلك خاصة فيما يتعلق بالتكاليف والأعباء فمثلا لا وجه للمقارنة بين حجم المسؤوليات والإنفاق ومايتعين على لمعلم والزاوي والعربي لاعذر للبعض ولابد من أخذه للبعض حتى وقت البذل بالنفس يتفاوتون ويعيب على هذا ما يستعفى منه ذاك تلك إذا قسمة وعدالة في الأخذ والعطاء وتعايش بين أعضاء الجسد الواحد فالعين للبصر والعقل للنظر والرجل للسفر والكف للظفر .... 

ونظرا لطبيعة الواقع في تلك المرحلة استطاع المجتمع رغم قساوة الحياة أن يتمكن من التعايش في ألفة وانسجام حتى بدأت علامات التكتل المدني والانفتاح على العالم في الظهور في ذلك الوقت كان لابد من وقفة حاسمة تشجع على تطويرالمنظومة الإجتماعية بدلا من الوقوف خصما لها لأن ذلك سيجعل الجسم ينخر في نفسه كما يحدث الآن. 
وفي زماننا هذا تم تجاوز بعض المفاهيم والأدوار التقليدية حتى أصبحت لاتميز بين من ينتمي الي اي الطبقات فلم تعد المهن حكرا على طبقة دون الاخرى والأمثلة كثيرة لتبدأ المنظومة القديمة لا أقول في التلاشي وإنما في التطور والتجدد ...

أما فيما يتعلق بشريحة لحراطين تلك الشريحة التي امتحنها الله في حرية بعضها في تلك الحقبة فموقفي منها مقف جدي رحمه الله الأمير عثمان ولد بكارولد اسويدحمد يده طويلة في تحرير العبيد من هذه الشريحة توفاه الله لايملك عبدا واحدا ولا أمة....
انها سيئة في سيئات الأنظمة الطبقية في العالم كله وحاربها ديننا الحنيف لكنها من معضلات العصور وفي مجتمعنا ستحمل كل طبقة منها وزرها فالعرب استعبدوا منهم والزوايا كان لديهم منهم العبيد وحتى في نفس الشريحة من استعبد منها وكل حسابه عند ربه ...
اليوم لم يعد من العبودية غير بعض الرواسب أو شعارات يقتات عليها بعض المرتزقة ممن جعلوا من البكاء على اطلالها تكسبا وادعاء وإثما مبينا لكن في الجانب المقابل فلسفات تخرج الى النوربين وقت وآخر تتصيد الفرص في أن تصل الى القلوب وتلاقي القبول في زحمة التحدات التي تفرضها المرحة فلسفات ستجعل من رواسب تلك العبودية سمادا عضويا يبعث إلى صحرائنا التجدد والعطاء ويطور منظومتنا الإجتماعية ويوزع أدوار البناء من جديد لكن بمقاييس الحاضر واستقراء المستقبل بعيدا عن الحساسية والحقد الدفين وانطلاقا نحو بناء دولة نفخر بالإنتماء اليها وتكفل لنا الراحة والامان وتبعث الينا الشعور الفخر والإنتماء .