لقد غاب عن دنيانا اليوم واحد من أبرز رجال الخير والفضل والسخاء ومكارم الأخلاق سليل العلماء والأولياء الصالحين الشيخ محمد الحسين ولد حبيب الله تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته
وبهذه المناسبة الأليمة والفاجعة الكبيرة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس اتقدم باسمي شخصيا وباسم كافة أعضاء اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بأحر التعازي القلبية لأسرة وذوي الراحل الكبير ولجميع ساكنة مدينة أبي تيليميت الغراء التي كان الفقيد الغالي مشكاتها المضيئة وبينها العامر وسفيرها الفخر وبحرها الغطمطم وظلها الظليل في مشارق الأرض ومغاربها سارت بذكره الركبان وشهد بخصاله الحميدة القاصي والداني وما مات من ابقى ثناء مخلدا تلهج به القلوب والدروب وتتغنى بآثاره الأمم والشعوب
وأخلص التعازي كذلك ابعثها باسم اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين إلى كل أبناء ولاية الترارزة وجميع ولايات الوطن العزيز فقد كان الشيخ محمد الحسين رحمه الله شخصية مرجعية للجميع وقمرا ينير بمحامده وأخلاقه الرفيعة على الجميع فاهتز لفقده كل ربع بلاد شنقيط كما بكته نجد والحجاز وحواضر عربية وإسلامية كثيرة كما بكت الخنساء أخاها صخر :
وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا
وإن صخرا إذا جاعوا لعقار
نحار راغية ملجاء طاغية
فكاك عانية للعظم جبار
فرع لفرع كريم غير مؤتشب
جلد المريرة عند الجمع فخار
في جوف لحد مقيم قد تضمنه
في رمسه مقمطرات وأحجار
طلق اليدين لفعل الخير ذو فجر
ضخم الدسيعة بالخيرات أمار
وإن صخرا لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار
وإن صخرا لوالينا وسيدنا
وإن صخرا إذا نشتو لنحار
اللهم أغدق عليه شابيب رحمتك صيبا وابلا يهمي على روحه الطاهرة في جنات عدن مع الصديقين والشهداء والصالحين وألهم جميع أهله الكرام الصبر والسلوان
لله ما أخذ وله ما أعطى
إنا لله وإنا إليه راجعون
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
عن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين
الرئيس
الدكتور محمدو ولد أحظانا
بوتيليميت بتاريخ 28 ديسمبر 2017