شاب وحيد اهله، مدلل، مطمئن من عدم غضب الأهل عليه لذلك تعلم ان يخطئ، وكلما فعل ذلك، هرعوا اهله لنجدته، وتبرير افعاله، وبدل من ان يعتذر لأهله ويشكرهم، كان يلقي باللوم عليهم، لأنهم تدخلوا، وكثيراً ما كان يقول انتم السبب عند كل عمل سيء يقوم به .
والأهل لا يملكون الا أن يتبعون قلبهم، فيتحملوه، ويصدقون ان ابنهم بريء، بالرغم من ان افعاله تدل عكس ذلك تماماً .
وهذا ما يفعله الساسة ( الفاسدون ) قطعاً، بالرغم من اعمالهم المشينة بحق الشعب والدولة، نراهم رفعوا شعار ( السياسة عاهر ) عند كل فعل مشين يقومون به، وعند كل صفقة تخدم مصالحهم الشخصية، فتراهم كالحرباء، في كل ساعة لون واتفاق جديد، فحيثما تكون المصلحة، تجد السياسي الفاسد موجود .
وان قلنا ان هذا الشيء طبيعي بالنسبة للفاسدين، فمنذ خلق الله البشرية، الفاسدون يلهثون خلف مصلحتهم.
لكن ما يثير الأستغراب جمهور هذا السياسي الفاسد، والذين يرون منه انه المنقذ او المخلص، الذي من دونه تتوقف الحياة.
فتراهم يتبعون قائدهم كما الراعي وغنمه.
فهو يبيعهم للذبح مقابل مبلغ معين، وهم ملاصقين له، ويتبعوه على كل حركة او صوت يقوم به، وهو يقودهم الى الهلاك.
نعم ان السياسة عاهر، قالها فلان وفلان عند عقد صفقاتهم المشبوهه
قالوها مرة واحدة، واخذ صداها يتردد بأصوات عالية، عند اغلب ابناء الشعب، دون ان يعرفوا انهم يبررون لهذا الفاسد عمله، ويعطوه صك البراءة من كل عمل مشين قام به، او الذي سيقوم به مستقبلاً .
نعم الساسة كانوا اذكياء جداً برفع هذا الشعار .
فدائماً من تتبع هي العاهر، اما الشريفة فلا يكاد احد يعرفها.
فهنيئا لكم ايها العواهر ( الفاسدون)، هذا الجمهور الكبير، الذي سوف يعود ليمنحكم الثقة مرة اخرى، لتبيعوا وتشتروا فيه.
وهو يلقي باللوم على غيركم فيما حدث ويحدث.
والخلاصة
ان السياسة بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب
وان العاهر هم الساسة الفاسدون، ومن يطبل لهم من الشعب.