طارق رمضان.. من أضواء الشاشات إلى غرفة التحقيقات! | صحيفة السفير

طارق رمضان.. من أضواء الشاشات إلى غرفة التحقيقات!

أربعاء, 07/02/2018 - 12:30

يمثل المفكر الإسلامي السويسري المثير للجدل طارق رمضان الجمعة أمام قاضي تحقيق في فرنسا، بعد أن ألقي القبض عليه الأربعاء في باريس ثم مددت فترة توقيفه الخميس على خلفية اتهامات بالاغتصاب رفعتها ضده امرأتان. فمن هو طارق رمضان؟

ولد طارق رمضان الذي يحمل الجنسية السويسرية في عام 1962 بجنيف وهو حفيد حسن البنا مؤسس جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر في 1928.

يحظى طارق رمضان بحضور أكاديمي وإعلامي كبير في العديد من الدول الغربية والشرقية، لا سيما في فرنسا حيث اعتاد أن يشارك في حوارات ونقاشات تلفزيونية ساخنة تدور حول الإسلام والسياسة التي ينتهجها الغرب إزاء هذه الديانة.

حصل طارق رمضان على ماجستير في الفلسفة والأدب الفرنسي ثم على دكتوراه بالدراسات الإسلامية العربية في جامعة جنيف، كما حصل على سبع "إجازات" بالدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر بالقاهرة.

طارق رمضان هو في "عطلة" من جامعة أوكسفورد البريطانية حيث يعمل أستاذا للدراسات الإسلامية المعاصرة، كما يدّرس في كلية العلوم الدينية بنفس الجامعة.

من جهة أخرى، يلقي طارق رمضان محاضرات عديدة حول العالم. حيث عمل أستاذا زائرا بكلية الدراسات الإسلامية في قطر، وفي دول أخرى على غرار المغرب وماليزيا.

وتأزمت علاقاته ببعض الجامعات والأساتذة بسبب بحوثه وأيضا بسبب تصريحات مثيرة للجدل نسبت إليه.

شخصية مثيرة للجدل

أثار طارق رمضان اهتمام الأوساط الثقافية الغربية، ما جعله يتلقى طلبات عديدة للتدريس والبحث العلمي في مراكز بحوث وجامعات في أقصى أقطاب العالم كاليابان.

وهو يعتبر من بين الشخصيات الفاعلة في الأوساط الإسلامية الغربية ومن أبرز المدافعين عن المسلمين الذين يعيشون في أوروبا حيث يسجل حضورا كبيرا في مختلف الفعاليات الثقافية والنقاشات التي تدور حول مكانة الإسلام في القارة.

لكن أفكاره وطروحاته الدينية والفلسفية لا تلقى تأييد الجميع بل غالبا ما تثير الجدل سواء في الأوساط العلمانية أوغيرها.

فثمة من ينظر إليه على أنه إسلامي سلس اللسان يستغل الديمقراطية وحرية التعبير التي تتمتع بهما المجتمعات الأوروبية لتمرير أفكاره التي تصفها بعض الجهات بـ "المتعصبة" و"المتخلفة" وبأنه يخفي طموح إسلام سياسي. وثمة من يرى فيه المثقف الذي يحاول الدفاع عن صورة حديثة ومنفتحة للإسلام تتناسب مع المبادئ والقيم التي تقوم عليها المجتمعات الغربية.

ما موقف رمضان من ضرب النساء؟

ففي فرنسا مثلا، يبرز رمضان كشخصية مسلمة مثيرة للجدل وكمثقف يريد التأثير على الجالية المسلمة لكي تتقوى سياسيا واجتماعيا في المجتمع الفرنسي. فيحث طارق رمضان مسلمي أوروبا على المثابرة في العمل لكي يعيشوا مستقلين ماليا وماديا.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من المناظرات الفكرية والعلمية الساخنة التي أجراها طارق رمضان مع مفكرين فرنسيين علمانيين وغير علمانيين انتهت بعضها بتراشق كلامي تعدى الحدود.

فخلال مناظرة تلفزيونية أجراها في 2006 مع نيكولا ساركوزي الذي كان آنذاك وزيرا للداخلية في فرنسا، لم يجب رمضان بشكل صريح وواضح عن سؤال طرحه الرئيس الفرنسي السابق حول موضوع ضرب النساء من قبل أزواجهن لكنه تلعثم في الكلام، الأمر الذي عاد عليه بعداء كبير من جمعيات حقوقية لا سيما النسوية منها.

وفي وقت كان نجم طارق رمضان يسطع في سماء التلفزيونات حيث يقدم دروسا في العيش المشترك والاحترام المتبادل، يرجح أن تكون هناك نساء قد عانين من العنف الجنسي الذي سلطه عليهن في الخفاء حتى تجرأت هندة عياري وخرجت عن صمتها لتتهمه باغتصابها في أحد فنادق باريس في عام 2012 ثم ظهرت امرأة ثانية تتحفظ على هويتها، لتتهمه باغتصابها أيضا وتعنيفها عام 2009 في فندق بمدينة ليون.

ويعد طارق رمضانأبرز شخصية يتم توقيفها في فرنسا بشأن اتهامات بمضايقات واعتداءات جنسية بعد حملة ترددت أصداءها في العالم لفضح هذه الممارسات. حتى الآن، وقبل توقيفه الأربعاءما انفك رمضان يصرعلى أنه بريء من كل هذه التهم.

 

 

AFP