ينتظر أن يصل الرئيس السنغالي ماكي صال العاصمة نواكشوط الخميس 08 فبراير بدعوة من نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في زيارة تستمر ليومين، وتأتي في سياق يتسم بالتوتر.
ولا تعتبر العلاقات بين نواكشوط وداكار في حالة جيدة، خصوصا في ظل الصراع المتكرر على قطاع صيد الأسماك، وكذا الانقسام الحاصل بشأن العلاقات الدبلوماسية، وسط سعي من رئيسي البلدين إلى تقوية الروابط القديمة التي تجمع بين الدولتين.
وقد يكون مقتل الصياد السنغالي فالو صال على أيدي قوات خفر السواحل الموريتانية منذ أسبوعين، نقطة البدء لعلاقات جديدة بين البلدين.
وقد تداول الرئيسان ماكي صال ومحمد ولد عبد العزيز الحادثة الأخيرة على هامش القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي، وسيغوص الطرفان لا شك هذه المرة في جوانب أكثر عمقا.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة السنغالية، فإن زيارة العمل تستمر يومين، وتعكس "إرادة رئيسي البلدين بخصوص تقوية العلاقات القديمة، والعميقة بينهما".
كيف عمقت نواكشوط الخرق
يسعى الرئيسان إلى تجنب وقوع حادث جديد، له ارتباط بتقاسم الموارد السمكية، والواقع أن العلاقات بين البلدين تشهد فتورا منذ تعليق اتفاقية صيد الأسماك بينهما عام 2015.
ومنذ ذلك الوقت عمدت موريتانيا إلى استحداث طريقة عمل أخرى لهذا القطاع، حيث لم تعد تمنح رخص الصيد للصيادين الوطنيين، كما أن السفن التي يملكها أجانب، يلتزم أصحابها بتشغيل يد عاملة موريتانية، وتفرغ حمولتها على اليابسة الموريتانية. وقد تم تطبيق ذلك بصرامة كبيرة، ولم تضع نواكشوط استثناءات للصيادين السنغاليين.
وكثيرا ما يصطدم الصيادون الذين يحاولون تجريب حظهم، بخفر السواحل الموريتاني، وحسب أحد المختصين في هذا الشأن، فإن عدد قوارب الصيد السنغالية التي أوقفت من طرف موريتانيا تصل 4800 قارب، وقد تعرضت لغرامات باهظة.
قضايا سياسية واقتصادية أخرى
لا يعتبر الصيد القضية الوحيدة، فقد أغضب دعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز للرئيس الغامبي السابق يحيى جامي قبل عام، السنغال، تنضاف إلى ذلك مسألة الحدود المشتركة، والقضايا الأمنية، خصوصا وأن السنغال ليست عضوا بمجموعة دول الساحل الخمس.
وإلى جانب ذلك تبرز القضايا الاقتصادية، ممثلة في حقول الغاز المكتشفة بعرض مياه البلدين، وهي الحقول التي سيشرع قريبا في استغلالها، ويمكن أن تتسبب في توترات جديدة، إذا لم يتم وضع آليات تنظيم صارمة.
نقلا عن موقع إذاعة فرنسا الدولية.
ترجمة الأخبار.