أولى خطوات بناء السلم الأهلي، ووَأْد دعوات الفتن والفوضى، ومواجهة مخاطر التوظيف الخارجي لملفاتنا الداخلية، تُنتظر من جهة السلطة والدائرين في أفلاكها السياسية ودوائرها الاقتصادية والأمنية، وتبدأ وجوبا من احترام إرادة المواطن وتبني حكامة لا تكتفي باعتماد الشعارات والشعارات فقط لتوفير الخبز والكرامة، الى جانب إدارة قريبة من المواطن المسحوق المرهق البائس، قريبة منه، من هويته ولغته ووجدانه، إدارة تسمح له بحق الاحتجاج على واقعه المزري وحقه في المطالبة بتغييره بمختلف وسائل التعبير السلمي، التي من خلالها، سينتقل من مرحلة الرضوخ واليأس والاستسلام والوقوع السهل في مخالب التوظيف، إلى مرحلة النشاط والفعالية والمساهمة في إيقاظ الضمائر والوصول لتغيير يؤمن الحرية والكرامة للجميع، يرفع المظالم ويجبر الضرر ..وهي ديناميكية ستساهم في دفع المجتمع من خلال فئاته وطبقاته العريضة للمشاركة في بناء رؤية وفعل سياسي ونضالي قادرين على التماهي مع حقيقة الاستراتيجية التي نحتاجها اليوم، وتخليصه من قبضة مرجعيات ونخب ذات عقيدة جامدة نفعية تستغله وتعطلته عما هو قادر عليه، وتدفع الهامش الاجتماعي وقواه الطليعية في كل تغيير إيجابي ليبقى أسيرا لرهاب المشاركة في التغيير، والخوف من تداول قيم العصر، وتتفيهها في نظره بمختلف الوسائل، وهي المرحلة المتطاولة التي لم يأت في ظلها خلال نصف قرن إلا ما يتفق الجميع على خطله وضآلة حصاده على كل المستويات، ونحن اليوم بحاجة لعقيدة سياسية وتنموية تحدث قطيعتها التامة مع مشيمتها، منطلقة من قواعد شعبية عريضة، وشعارات نضالية غير مزيفة، ورغبة صادقة، ستكون من بين أهم مداخل السلم الأهلي الصحيح والتنمية بمفهومها الإيجابي الشامل، وخلق آليات وقف الفساد البنيوي المٌحكِم قبضته في كل دوائر دولتنا.
افتتاحية الأربعاء
21/02/2018