من المتوقع أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موريتانيا في إطار جولة يقوم بها لبعض الدول العربية والإفريقية من بينها الجزائر والسنغال.
وحسب معلومات تحصلت عليها "السفير" من مصادر خاصة، فإن الزيارة؛ التي تم التحضير لها منذ فترة، تدوم أربع ساعات فقط، حيث سيحل أردوغان بنواكشوط يوم 28 فبراير الجاري.
الغريب في زيارة الرئيس التركي "الخاطفة" والتي وصفها مراقبون بأنها "فنية" أكثر من أن تكون زيارة لدولة محورية في المنطقة؛ أن اردوغان مرفوق بـ 178 رجل أعمال، فيما كان يتوقع البعض أن تُشفع الزيارة بإبرام اتفاقيات وشراكات اقتصادية ذات أهمية بالغة، خصوصاً في ظلً وجود استثمار تركي كبير في قطاع الصيد ناهز 50 سفينة صيد تجوب المياه الإقليمية الموريتانية طولاً وعرضاً.
استياء واسع..
اردوغان سيحلٌ بنواكشوط قادماً من الجزائر، حيث قضى هنالك أكثر من 24 ساعة، وسيغادر إلى داكار في زيارة تدوم يومين.. !
وفد اردوغان "الكبير" يعني أن الخارجية التركية رتًبت لزيارة دولة كان من المفترض أن تدوم يومين على الأقل، وتكلل بتوقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية وزيارات ميدانية لميناء نواكشوط، ومنطقة انواذيبو الحرة.
هذا الإجراء كشف عن استياء واسع لدى رجال الأعمال الموريتانيين على اعتبار أن جدول الزيارة لا يكفي لإلقاء التحايا مع زملاءهم الأتراك، وهم ما كانوا يستعدون لعقد شراكات وينتظرون استثمارات واعدة بعد أن نجحت موريتانيا مؤخراً في إنجاز "مدونة استثمار" محفًزة للقطاعين العام والخاص وفتحت مجالات واسعة للمستثمرين.
لا ينتظر المراقبون من زيارة أردوغان أكثر من اتفاقات في مجالات هامشية، كقضايا الجالية والإعفاءات الجمركية المتبادلة، وهي في المحصلة لا تعدو كونها اتفاقيات "ميتة" بالمفهوم الاقتصادي لعلاقات الدول، خصوصاً في ظل غياب مجلس اقتصادي مشترك بين البلدين.
في المقابل يعتبر توقف اردوغان "الفني" تجاهلاً تاماً لبلد إسلامي وعربي بحجم موريتانيا بل وتقزيماً له، والذي يعتبر بوابة استيراتيجية لقارة إفريقيا على العالم ويعلبُ دورا محورياً في أمن واقتصاد المنطقة، وله ارتباطات اجتماعية وثقافية مع تركيا ضاربة في القدم.