لعل من أساسيات أي نظام تربوي جدير بهذا الاسم القدرة على إعداد مخرجات تتماشى مع غاياته وأهدافه العامة، ومن هذا المنطلق فإن منظومتنا التربوية عانت تاريخيا من اختلالات بنيوية صاحبت كل الإصلاحات؛ وأثرت سلبا عليها وأبرز تلك الاختلالات عدم مواءمة الوسائل والإمكانات وكذا المناهج مع الغايات و الأهداف التربوية نتيجة عدم اشراك الفاعلين الفعليين ( الأساتذة و معلمين) والمشرفين المباشرين (مديري المؤسسات)، ذالك أن وضعهم المهنى وظروفهم الاجتماعية غير المريحة كثيرا ما تنعكس على دورهم المحوري ضمن هذه العملية، أضف إلى ذالك تدهور البنى التحتية وغياب الوسائل التربوية الضرورية لنجاح العملية في مختلف مراحلها و مستوياتها، مما اسهم في انهيار التعليم في بلادنا خلال العقود الأخيرة.
ورغم ما عرفه التعليم من توسع نسبي في الاختصاصات والبنية التحتية والمصادر البشرية خلال العشرية الأخيرة فإن مشاكله مازالت متراكمة ويمس الكثير منها جودة ورقي التعليم في الصميم.
ومهما يكن من أمر فإن غاية أي نظام تربوي هي تكوين المواطن الصالح ذو المؤهلات المعرفية و المهارات العملية التي تخوله أداء المهام الموكلة إليه في إطار بناء الدولة.
ومن هنا يجب أن تتركز جهودها على التكوين والتأطير اللازمين لمثل هذه الغايات، والواقع أن نظامنا التربوي يعاني من اختلالات بنيوية ظلت عصية على كل الإصلاحات التربوية وأضحت بالتالي من أهم معوقات كل الاصلاحات التربوية. ويمكن أن نذكر من هذه المعوقات على سبيل المثال لا الحصر:
أ–عدم الارتقاء بالأوضاع المهنية والاجتماعية للمدرس؛
ب- تدني البنى التحتية للقطاع وضعف اللوازم الضرورية؛
ج - عدم التمكين للأشخاص ذوي الكفاءة والإخلاص والتجربة والماضي النظيف في مراكز القرار بالوزارة؛
د – غياب الرقابة الجادة والصارمة وتحكم المحاباة والانتقائية وعدم معاقبة من أساء أو تكريم من أحسن.
ومما ساهم بشكل كبير في إفساد التعليم في السنوات الأخيرة إعلان الجهات الرسمية في مناسبات متكررة عن انهيار التعليم وفساده حتى سقط من أعين الناس ونفوسهم، مما ترك أثرا سلبيا على ما تبقى من المنظومة المسكينة، ثم سلمت هذه البقية المتبقية للساسة يفسدون فيها يمينا ويسارا، فوزراء التعليم خلال هذه الفترة معروفة مكانتهم السياسية لدى النظام ومواقعهم في الحزب الحاكم.
بقلم الاستاذ ممدو الطيب صو