في تدوينة سابقة عتب علي البعض مشكورا وأخذ علي وصف أغلب من توكل إليهم مهمة التدريس بأنهم تحت خط الجهل وفعلا قد يكون ذلك التعميم غير دقيق ولكنه قريب من الحقيقة وأنا على اطلاع بأحوال أهل الحقل فقد خدمت في جميع مستويات التعليم من القاعدي إلى الجامعي وكلفني ذلك العمل في ولايات متعددة ومع طواقم مختلفة ولست ممن يحبذ أن يطلي على الجرب وليست الحقيقة هيِّنة علي حتى أتنكبها ليخلو لي وجه فلان أو فلان بل أرى أن تعرية واقع التعليم وتبيان عواره هي أُولى الصوى التي ينبغي وضعها على طريق الإصلاح، وكلما تذكرت ما صرنا إليه من هشاشة في منظومتنا التربوية وضعف في مستويات طلابنا على اختلاف تلك المستويات تملكني الأسف واستبدت بي الحسرة لما ينتظر وطننا من ضياع سعينا إليه بتضييع تعليمنا وأزيدكم قصة تشفع للغيورين في انتقاد ما يرونه من ترد واختلال في تحصيلنا المعرفي:
كنا في قسم اللغة العربية بجامعة انواكشوط في سنة فارطة وكنا نباشر تصحيح الامتحانات ففوجئنا بأحد الأساتذة متذمرا وهو يقول إنه لن يواصل التصحيح لأن أحد طلاب الشنة الثالثة آداب يربط تاء الفعل! حاولنا أن ننقذ الموقف ونقلل من أهمية الحدث حتى لا ينصرف صاحبنا فما كان من أحدهم إلا أن التفت إلى الأٌستاذ المغاضب قائلا: هوِّن عليك فقد وجدناهم يربطون الثاء!