تحت عنوان: التصوًف وأهميته في حياة الفرد والجماعة، احتضن المركز الثقافي المغربي بانواكشوط مساء اليوم الثلاثاء، ندوة فكرية قدمها الدكتور: محمد الحنفي ولد دهاه استاذ الفكر والحضارة بجامعة انواكشوط..
الندوة التي حضرتها كوكبة من الفقهاء والأساتذة الجامعيين، اراد لها المحاضر أن تكون إحاطة تاريخية بمآثر المتصوفة وخصائصهم، ومحاولة كذلك لكشف ما تعرضوا له من مؤامرات قللت من مكانتهم لدى البعض ونالت حتى من اعراضهم ومعتقداتهم.
المحاضر استهل عرضه بتفاسير معنى "التصوٌف" وخصال المتصوفة، مبيناً أن تعريف المتصوف هو أنه شخص لا يملك شيئا ولا يملكه شيئ، وهو استرضاء النفس بما يرضي الله، والتوجه الى الله تعالى، ومن خصال اصحابه الزهد، الصدق، الفقر، بذل المعروف وكف الأذى عن الناس..
وأشار أن التصوف لا يكون بلا علم وإحاطة بشرع الله فلا تصوف بلا فقه، ولا فقه بلا تصوف، ففي الأثر ـ يضيف ـ من تصوًف ولم يتفقه فقد تزندق.
وقال إن علم التصوف ينقسم حسب المتصوفة الى قسمين: علم الباطن، وهو ما يخص تطهير القلب من أدران الحقد والكراهية والقدح في اعراض الناس، وترويضها في المقابل على فعل الخير، والمعرفة الحقيقية للذات الإلهية..
أما القسم الثاني فهو علم المعاملة، أي ترويض القلب والذود به عن ملذات الحياة، وتعويده على الصبر والإحسان وحسن الظن بالناس والإخلاص والابتعاد عن فرح الحياة بالمال والجاه، تكريسا لقاعدة: من عرف نفسه عرف ربه.
وفي ما يخص اركان التصوف قال ولد دهاه، إن من اركانه معرفة الله، والرغبة في الطاعات، الشكر، والذكر، موضحا ـ في نفس الوقت ـ ان حكم الشارع فيه هو أنه فرض عين، ومن مصطلحاته: الورع، الزهد، والسعي لمعرفة الذات العليَة والانقطاع إليها، كما أن نسبة التصوًف من العلوم، هو كليٌ وشرط فيها بما مكمل ومحصن لها.. أن تعبد الله كأنك تراه.
المحاضر خلص الى أن التصوف استنبط من الوحي باعتبار أنه يعنى الإحسان، مستحضراً حديث خير البرية: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، ومشددا على أن ثمرة التصوف كسلوك هو تهذيب النفوس والتحلي بالآداب الإنسانية، وكونه صفة حميدة تساهم في تماسك المجمتع والعلاقات الودية بين الناس وتوجيه السلوك الفردي حول خصال المحبة والتكافل والتسامح والتحلي باحسن الصفات الإنسانية.
هذا واشفعت المحاضرات بتعقيبات ومداخلات من طرف بعض الحضور، صبت كلها في امتداح التصوًف كسلوك وممارسة.