لأزيد من ربع قرن اعتنق محمد عبد الرحمن ولد ازوين حرية الكلمة، كاتبا في صحف ماقبل الانترنت ومحررا لأول صحيفة عربية موريتانية منتظمة (أسبوعية السفير) ثم نقيبا للصحفيين الموريتانيين لعشرين عاما.
لم ينخرط في الوظيفة العمومية لكنه صاغ وساهم في صياغة الشكل الجديد للعمل الصحفي الموريتاني عامه وخاصه.
منذ يومين حل ولد ازوين ضيفا بالعاصمة المغربية مستشفيا من داء ألم ببصره ويتطلب تدخلا جراحيا دقيقا لايتوفر في البلد الذي طالما خدم أبصار نخبته.
الصحفيون والكتاب في موريتانيا يعيشون بشجاعة ويتقاعدون بتواضع ويموتون في صمت. لكنهم يتداوون بشكل كاشف للنسيج المهني والسياسي الذي يدير الكلمة الحرة في البلد.
المؤلم في رحلة عبد الرحمن أنه لايملك تكاليف العلاج وليس له ضمان صحي ولم تتكفل بعلاجه أية جهة رسمية.
حتى وقت كتابة هذه السطور سفارة الجمهورية في المملكة لم تزره رسميا ولم تتخذ رئاسة الجمهورية إجراء رغم تحركات زملائه.
شفى الله ولد ازوين وأعاده لابنته وولديه سالما غانما، وليسامحنا لأننا لم نكن كرماء معه قبل تركه لبلاده، وليسامحنا إن لم نكن كذلك معه في غربته.
فنحن نجيد الترحم لكننا نترنح كثيرا عند الترفّق والتكفّل.
من صفحة الكاتب والمدون: إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا