تحت عنوان: الصانع التقليدي ودوره في الاستقلال، وفي إطار الفعاليات المخلدة لعيد الاستقلال الوطني، نظمت نقابة"الكرامة" للصناعة التقليدية والحرف، ندوة فكرية أبرز من خلالها المحاضرون إسهامات الصانع التقليدي الموريتاني في مقاومة المستعمر.
وطالب رئيس نقابة للكرامة في كلمته بالمناسبة السلطات بضرورة إبراز دور الصانع التقليدي في المقاومة والإستقلال وإبداعاته وما يميز خدماته للمجتمع، وتشجيع المبدعين عموما دون إقصاء والتهميش .
كلمة رئيس نقابة الكرامة:
في البدايه أهنئ الشعب الموريتاني بمناسبة الذكري 58 لعيد الأستقلال الوطني
وأهنئ بشكل خاص الفريق الوطني لكرة القدم المرابطون علي الإنجاز العظيم الذي حققه
......
لقد واكب الصانع التقليدي المجتمع الموريتاني قبل الدوله الحديثه وحله وترحاله حيث كان يوفر بمهاراته وعرق جبينه المجتمع إكتفاء ذاتيا من ما يحتاجه من أدوات الإنتاج ومستلزمات المزارع والمنازل والحياة بصوره عامه في ظروف صعبه وصحراء قاحله رقم شح الموارد وضعف الإمكانيات والوسائل
ومن لا مراء فيه أن الصانع التقليدي حياه الله بذكاء خارق وموهبة نادرة في الإختراع فمن الصخور الحجرية استخرج الحديد ليصنع منه أشكال مختلفة من ما ينفع الناس.
وعندما دخل المستعمر الفرنسي البلاد في مطلع القرن التاسع عشر كان الصانع التقليدي في مقدمة الركب وساهم في المقاومة الثقافية والعسكرية لكنه تميز بذكائه وقدرته علي الإبداع والتصنيع فكان بمثابة مصنع لا تتوقف حركته لصناعة الأسلحة والذخيرة
ناهيك عن صناعة السروج والخناجر والأدوات اللازمة في ساحة القتال
ومن أهم مايميز مهارة الصانع التقليدي وتلك الفترة محاكاة وصناعة أسلحة المستعمر المتطورة رغم محدودية الوسائل الضرورية للتصنيع
من هنا فإننا في نقابة الكرامة للصناعه التقليديه والحرف نطالب بإبراز دوره في المقاومة والإستقلال وإبداعاته وما يميز خدماته للمجتمع
إن المجتمعات لاتنهض الا بسواعد أبنائها ومواهبهم وقدراتهم وتشجيع المبدعين بدون إقصاء والتهميش وعدالة حقيقية
بالرغم من تغيير نمط الحياة وغزو المنتوجات الحديثة المستوردة لاتزال الصناعة التقليدية الموريتانية تحافظ علي وجودها وتوفر فرص عمل للعديد من أبناء الوطن
لكنها تعاني من تحديات كبيره لعل من أبرزها بالإضافة إلي منافسة المنتجات المستوردة ضعف مردودها المادي الأمر الذي جعل الكثير من الشباب يهجرونها الي مهن أخري رغم أنها تراث دوله وماضي مجتمع تجب المحافظة عليه
إن الدولة الموريتانية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تسويق إنتاج الصناع التقليديين والتعرف به وما يتمتع من مزايا عديدة كما أن من بين الصناع التقليديين من يحمل أفكار إبداعية إن ستغلت ستلعب دوراً مهماً في تنمية البلد بصفتها كنوزا بشرية يجب إستغلالها والمحافظة عليها ليستمر الإبداع ويتطور الإنتاج
أيها السادة والسيدات
في السنوات الأخيرة حظيت الصناعه التقليديه بعناية من طرف السلطات العليا في البلد حيث صنفتها الحكومة بشكل رسمي حلقة هامة من التراث الوطني تحب المحافظة عليه من خلال إلحاقها بالثقافة ودعم حضورها بشكل مستمر في المعارض الإقليمية والدولية
في هذ السياق قامت الحكومة في إطار إعدادها الخطة الثلاثية 2015-2017 ووضعت برنامجا طموحا لتنمية القطاع يتمحور حول وضع إستراتيجية وطنية لتنمية الصناعة التقليدية من خلال مراجعة مدونة الصناعة التقليدية لملائمتها مع واقع وظروف أصحاب الحرف ودراسة خطة لدمج الصناع التقليديين في التأمين الصحي
نطالب الدولة بتفعيل إتفاقيات الصناعة التقليدية بين بلادنا وتونس والجزائر والمغرب للإستفادة منها في مجالات التكوين وتبادل الخبرات وتنظيم تظاهرات مشتركة لتسويق المنتوجات التقليديه كما نطالب الدولة بإدخال الصناعه التقليديه في الدورة الإقتصادية للبلد بواسطة منح قروض ميسرة لأصحاب الخبرات في القطاع لإقتناء معدات حديثه تساعدهم في مضاعفة الإنتاج وتحسينه وتصديره وتحسين ظروفهم المعيشية
إننا في نقابة الكرامة للصناعه التقليديه والحرف نعبر عن إمتعاضنا واستنكارنا للحالة والصورة التي يظهر بها المعرض الوطني كأهم مرفق عمومي للصناعه التقليديه حيث تحول إلي مكب للنفايات وملعب لكرة القدم وبرص وورشات لإصلاح وبيع السيارات
ومن هنا نطالب الدولة والإدارة الوصية بالدفاع عن حرمة المعرض الوطني وحمايته وترميمه ليعكس للزائر الوطني والأجنبي الصورة الحقيقية عن بلادنا ومؤسساتنا العمومية وخاصة السياحيه منها
وفي الختام
لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والإمتنان لكل من ساهم في إنجاح هذه الندوة وأخص بالشكر
الوزارة الوصية والغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف وكل الحاضرين الذين تجشمو عناء الحضور والمشاركة معنا في هذ الحدث الهام
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسي ولد التلمودي
رئيس نقابة الكرامة للصناعه التقليديه والحرف
