سيبقى عيد الفطر هذه السنة ” تاريخيا ” بالنسبة للجزائريين، فلم يكن يتوقع أحد حُلول هذه المناسبة بدون ” وجود فخامة الرئيس بوتفليقة ” في القصر الرئاسي بعد أن تصدر المشهد السياسي لأكثر من عقدين كاملين من الزمن.
ويتذكرُ الكثيرون التاريخ الذي وصل فيه الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة إلى سُدة الحكم عام 1999 إذ تم انتخابه بحوالي 74 بالمائة من الأصوات، حاملاً في جعبته ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لحقن الدماء التي شهدتها البلاد في التسعينات، لتقع البلاد في نهاية المطاف بين أيدي ما يُعرفُ بـ ” القوى غير الدستورية.
ومنذ تعرضه لسكتة دماغية في أبريل/نيسان 2013، لم يعد الجزائريون يرون بوتفليقة في المناسبات الدينية ويكتفي برسائل ” مكتوبة ” تقرأ نيابة عنه من طرف مستشاريه.
ومُنذ ذلك الحين لم يعد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة يظهرا علنا، إلا عبر صور رسمية يبثها بين الحين والآخر التلفزيون الحكومي، غالبا ما تكون صامتة.
واحتفل رواد المنصات الاجتماعية خاصة من فئة الشباب بحلول عيد الفطر بتبادل ” الأمنيات السياسية “، وكتب أحد المدونين على صفحته الرسمية ” الفايسبوك ” “عيدكم مبارك.. تقبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم كل عام وأنتم بألف خير.. أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركة والإيمان عيد سعيد .. وحراك مجيد.. وما بعده نفس جديد.. بعزم أكيد.. وبالحكمة ووحدة الصف بإذن الله لن نحيد “.
Lakhdar Mehdaoui@kolelkhair
اللهم لك الحمد
اول عيد بدون رياسۃ بوتفليقۃ من عشرين سنۃ
حراككم مبارك كما عيدكم ايها الشعب العزيز
وقال آخر ” صح عيدكم يا أهل الحراك “، وغردت أخرى ” العيد الحقيقي في الجزائر سيكون في يوم تنحي العصابة وتطهير البلاد من رموز حكم بوتفليقة “، أما آخر فكتب ” اللَهم لك الحمد، أول عيد بدون رئاسة بوتفليقة من عشرين سنة، حراككم مبارك كما عيدكم أيها الشعب العزيز “.
وكانت آخر مرة خاطب فيها بوتفليقة الجزائريين ” واقفا ” بمدينة سطيف في مايو/آيار 2012 بمناسبة إحياء ذكرى أحداث 1945.
وفي خطابه الشهير قال بوتفليقة إنه ” قد حان الوقت بالنسبة إلى جيله للتخلي عن السلطة وتسليم مقاليد الحكم ” وقال ” جيلي طاب جنانو ” أي ” جيلي هرم ” لكنه تراجع عن تصريحاته ليترشح لولاية رابعة في انتخابات عام 2014 ثم الولاية الرئاسية الخامسة التي تراجع عنها بسبب تعاظم الرفض الجماهيري الذي دفعه إلى التنحي جانبا.
“رأي اليوم”