اعتبر الأمين العام لشبكة الصحفيين العرب و الأفارقة، والمدير الناشر لصحيفة "السفير" محمد عبد الرحمن ولد الزوين، أن الفوضى التي شهدها الحقل الإعلامي بدأت منذ منتصف عشرية نظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وما تزالُ متواصلة..
وقال ولد الزوين في حوار مع برنامج المشهد الذي تبثه قناة المرابطون، إنّ أهل الحقل هو القادرون وحدهم على تنقية الحقل، من خلال خلق إعلام ناضج ومسؤول و القضاء على ما اسماها المؤسسات "الوهمية" التي طغت على المشهد بفعل سياسة التميّيع التي انتهجتها الدولة..
وشدّد على أنه إذا لم تصحّح وضعية الإعلام فلن يتمكن البلد من التقدم خطوة، لأنه هو الرافعة الوحيدة للتنمية.
.
واوضح ولد الزوين، أن الفوضى التي تشهدها اغلب الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي سببها تجفيف المنابع الذي تم انتهاجه تجاه الصحافة الجادة، وتمكين كل من هبّ ودب من إثارت النعارات وتحطميم قيّم المجتمع وإفساد اخلاقه من خلال بثّ الشائعات والأخبار السّامة.
واضاف أن غياب المهنية و تحري الصدق في نقل المعلومة، افقدت الرأي عام ثقته في الصحافة وخلطت المفاهيم، وهو ما خلق صحافة مهمشة وهزيلة لا تؤثر على مجرى الأمور.
ودعا الى إيجاد مدونة "اخلاقية" خاصة بالصحفيين يتم إعدادها انطلاقا من خطاب ترشح رئيس الجمهورية الذي ركز فيه على ضرورة استعادة المنظومة القيمية والاخلاقية للمجتمع الموريتاني، على أن تنبثق تلك المدونة عن ايام للنقاش والتشاور يشارك فيها المجتمع المدني، بهدف ردّ الاعتبار لقيّم المجتمع واخلاقه، ووضع حد لموجة سبّ العلماء و قذف المسؤولين والتشهير بهم، موضحا أن ما حدث قبل ايام مع الزميل الهيبة ولد الشيخ سيداتي يعدٌ نكسة للحريات ودولة القانون وإدارة الأمن مطالبة بالإعتذار عنه.
وجدّد ولد الزوين تأكيده على أن الصحافة ظلّت الدّعامة الاساسية الوحيدة للديمقراطية وهي التي خلقت رأي عام وطني مهتم بشؤون البلد منذ التعددية السياسية مطلع تسعينيات القرن الماضي.