حالة التململ والارتباك الذي أصاب بعض رموز النظام المنصرف، حتى قبل وأثناء الحملة الرئاسية رغم تمظهرهم بدعم الرئيس المنتخب تارة وإفراطهم في التأكيد على أن النظام باقٍ وخروج عزيز من الواجهة مجردُ استراحة محارب، تعززت بالتصريح بدل التلميح وظهر بعضها للعلن وإن على استحياء.
من الواضح أن هنالك ما يخيفهم بل ويصيبهم بالهلع كلما أخرجَ النظام الجديد بعضاً من حسناته؛..
يتفق الشارع على أن البلاد تعيش اليوم مرحلة مختلفة، ويحدونا الأمل جميعاً بأن تستعيد الدولة هيبتها وقيمتها بعد عشرية مؤلمة جثمت على صدور الناس؛ أعزًت اللئيم وأذلت الكريم..
عشرية ما إن اقتربت ساعة اختفاءها حتى عمً الأمل وتنفس البلد الصعداء، بعد أن ساد الجوع والفزع وعمً الخراب وقضيً على القيًم والألفة والمحبة..
عهدٌ تمنى الجميع أن يستبدلَ ولو بصور متحركة ويذهب أذنابه إلى الجحيم.
بعد أن استلم ولد الغزواني مقاليد الأمور، وأبعد بعض الأسماء التي كان رميها في سلة المهملات مطلب شعبي مُلح، استعان في بداية مشواره بأطر أكفاء نال منهم الإهمال والإقصاء كما هو حال الخيرين من ابناء هذا الوطن، خرجت بعض الأفاعي من جحورها وهيًجت "ماكناتها" الإعلامية للنيل من رئيسٍ كسبَ ثقة شعبه بمختلف مكوناته و أطيافه وهو اليوم يدير شؤون البلد بخطى ثابتة وبدون أن يكون في عجلة من أمره.
ويبقى تسويق ولد عبد العزيز على أنه الحاكم الفعلي، وتمكًنُ حزبه من زمام البرلمان ورقاب الأطر والفاعلين، مجردُ فرقعات بدأت تتلاشى لتكشفُ حساسية الفاسدين من رجل يعرف من هم ومن أين أتوا، وماذا يستطيع أن يفعل بهم..
آخر رقصات الديك المذبوع تلك جاءت بتصريحات منسوبة لماكنة الفساد متعددة الإختصاصات، الوزير السابق يحي ولد حدأمين، وهو يتحدث عن فساد مدير ديوان رئيس الجمهورية محمد احمد ولد محمد الأمين.. ولد حدمين يتحدث عن الفساد!!..
طبعاً إذا لم تستح فاصنع ما شئت، و تحدث كما شئت لأنك شخصٌ لا علاقة لك بالحياء ولا بالقيًم..!
لربما كانت مأمورية ولد عبد العزيز الأولى رحيمة إذا ما قورنت بخمسيته رفقة ولد حدًمين، حيث عمً الخراب، وسادَ الخوف وانتشر الكره والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد..
كيف يتحدث ولد حدمين عن الفساد، وهو من تسبب بتدمير اقتصاد البلد بطرق ممنهجة، حتى اربك البنك الدولي والمنظمات المتخصصة والتي لم تفهم لحد الساعة كيفية التعاطي مع موريتانيا بالخصوص!
ألست انت من افلستَ : "آمكستيب، أنير ، سونيمكس.. النفاذ الشامل؟!.. وماذا عن صفقة مطارك الفاشل الذي اغرق البلد في وحل الديون، وأدخل المواطنين في أكبر عملية نصب واحتيال في موريتانيا وربما في المنطقة؟!..
ألم تزرع ألغام الوشاية داخل مؤسسات الدولة وتترك فيها إرثاً من المشاكل القبلية والعرقية؟!.. كيف تتحدث عن الفساد وأنت نموذج سيء ربما لن يتكرر في التاريخ؟!
كان عليك أن تواصل الصمت والاختباء، وأن تفكر مستقبلا بشجاعة وتخرج لكي تعتذر للأمة.
أما التباكي على الماضي فقد انتهى إلى غير رجعة، والتشويش على المسار لن يغير في الأمر شيء، فتأكد أنت وكل من يدور في فلكك بأن اتسونامي غزواني قادم وبأنكم جميعاً إلى مزبلة التاريخ.
السفير