دأب ساستنا الموالون منذ استقلال البلاد وحتى الآن على استخدام قاموسين لنعت الحاكم السابق، تبعا للطريقة التي وصل بها الحاكم الجديد إلى سدة الحكم.
ذلك أن البلاد لم تعرف-غالبا_ غير نمطين من الحكام:
النمط الأول
الحاكم المتجدد الذي يخلف نفسه عدة مرات؛ لذلك حبر الساسة قاموسا لوصف فترته السابقة(سلفه) يحوي الكثير من التمجيد والتثمين والتخليد (القائد، الملهم، الرقي الازدهار، الرخاء)؛ بل ويقيد كل الكلمات التي تنشد السعي إلى الأحسن في الفترة الجديدة بالاستقرار (التغيير في ظل الاستقرار، الازدهار في ظل الاستقرار...)
النمط الثاني
الحاكم الجديد المنقلب على سابقه؛ وقد ابتدع ساستنا قاموسا موغلا في الإسفاف والنقد اللاذع والفحش في القول للحديث عن فترة سلفه (البائد، الخائن، الفاسد، المجرم، الدكتاتور.)، إلى غير ذلك من عبارات القدح والسب والتشهير!
أما الخطاب الملائم لحاكم ليس خليفة لنفسه، بما يعني ذلك من مظنة الاختلاف في الأسلوب، ولا منقلبا على سابقه، بما يستلزم ذلك من توقع للعداء، فهو ما لم يعتد عليه الساسة عندنا للأسف، رغم أن المرحلة تقتضيه بإلحاح، وفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أعطى ملامحه بوضوح.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء.