يوم الجمعة مساء إتصل علي أحد الأخوة يسألني عن المدير الجديد للشركة الوطنية للماء الذي تم تعيينه في إجتماع مجلس الوزراء يوم الخميس 2020/01/02، المهندس محمد ألأمين ولد البنيه، سأل عن قبيلته ومن أي ولاية هو.....!
وجه إلي هذه ألأسئلة وهو لا يعرف أننى أعرف المدير المهندس محمد ألأمين شخصيا منذ الحملة الرئاسية للسيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
هكذا نحن في موريتانيا الحبيبة تعودنا أن الوظائف قبلية والتعيينات جهوية والعلاقات مصلحية، فلا نسأل عن كفاءة الشخص ولامستواه ولا أخلاقه وثقافته وتفانيه في العمل وإخلاصه ووطنيته وأفكاره.
تعودنا أن أن التعيينات في هذا الوطن وفي الوظائف السامية تشريفا وفرصة ومنحة، لذلك من الضروري التعرف والسؤال عن قبيلة الشخص حتى يحسب لها نصيب من الكعكة وان نتعرف على خلفيته ألإجتماعية حتى نتخذها مطية للوصول إلى غايات وأهداف شخصية ولذلك فمعرفة القبائل وألأسر معينة على إختصار الطرق.
أثار السؤال لدي شعورا بالسرور وألإستغراب والحيرة معا، بل إحساسا غريبا لتناقض مسألتين في مضمونه.
المسألة ألأولى أسرتني لأنى أعرف المهندس المدير الجديد للشركة الوطنية للماء ألأخ محمد ألأمين ولد البنيه منذ الحملة الرئاسية ألآخيرة لاكنني لا أعرف قبيلته ولاولايته ولا هو يعرف قبيلتي ولاولايتي ولا أحدنا سأل ألآخر يوما ومع ذلك لدي أرقام هواتفه وكثيرا ماتحاورنا وتبادلنا ألآراء وألأفكار حول قضايا وطنية خالصة.
نعم إلتقيت بالمهندس في مقر حملة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث كنا ضيفين على نشاط سياسي لصالح حملةالسيد الرئيس، وبعد مداخلتينا تصافحنا وتبادلنا الحديث عن قضايا الوطن ودعم مرشحنا وأملنا الكبير في برنامجه من أجل موريتانيا متحدة مشرقة تسير في طريق النمو وألإزدهار....
كنت كلما كتبتب مقالا أوخاطرة عن الوطن أرسلتها للمهندس وكان يشرفني دائما بتفاعله وملاحظاته، وفي إحدى المرات صحح لي ترجمة عنوان كتاب من ألإنكليزية إلى العربية عرفت من خلالها أنه يتقن اللغة الإنجليزية.
لقد سرني كثيرا أن علاقتي بالمهندس محمد ألأمين بنيت على أساس سليم ومشرف، ولم أنتبه إلى أننى لا أعرف قبيلته ولا الجهة التي ينتمي إليها حتى اللحظة التي سألنى فيها صديقي، فالوطن أكبر من كل ذلك ومن أجل الوطن يكفيني أننى أعرف أن أخي محمد ألأمين مهندسا ومثقفا و وطنيا يؤمن أن موريتانيا فوق كل إعتبار.
بالمقابل المسألة الثانية كانت شعورا غير مريح، فصاحب ألإتصال الذي سألني عن قبيلة المهندس صديق طفولتي ومديرا لمدرسة إبتدائية ولا أشك فى سلامة صدره لكننا في مجتمع دأب على مسلكيات وعقليات من نوع خاص.
فما الفائدة من معرفة قبيلة كل وزير أو موظف سام وخلفيته ألإجتماعية وألأسرية والشرائحية.
لقد تعهد السيد الرئيس ابان حملته بأنه لن يترك أي مواطن على قارعة الطريق وتعد تعهداته التى نال على أساسها ثقة الشعب الموريتاني مشروع نهضة إذا طبق بجميع بنوده، ويحتاج فى ذلك إلى ألأكفاء من أبناء الوطن، يشدون أزره ويخدمون وطنهم بإخلاص وأعتقد شخصيا أن المهندس محمد ألأمين ولد البنيه أحد أطر هذا الوطن ألأكفاء.
إن مشكلتنا في هذا الوطن ليست مع الهوية وألإنتماءات الضيقة التي لا تقدم ولاتؤخر، بل مشكلتنا مع البناء مع التنمية والتقدم وألإزدهار.
إن هذا الوطن الذى لاوطن لنا غيره يستحق جمع جهودنا فى جو ملؤه الوطنية والعدالة وألإنصاف والمساواة وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.