صنع الجنرال ديغول موريتانيا بجرة قلم تفضلا لا تمصلحا..واحترمت فرنسا تعهداتها لقبائل البدو التي كاتبتها في بداية القرن..بأن تعيد لهم امرهم وقت مغادرتها..
وقامت بتمويل المشروع الموريتاني وتكفلت بحمايته ويسرت له سبل الاعتراف العالمي.
كتب ونستون تشرشل بمذكراته انه صنع دولة لآكلي لحوم الجمال -الاردن- بجرة قلم بموجب الوفاء... للوعود الرومانسية لضابط بريطاني عاش بين البدو وجرهم لخندق حكومة صاحبة الجلالة.
وليس لورنس العرب الايرلندي الا نسخة بريطانية من الكورسيكي كزافييه كوبولاني...
وظل رئيس اركان جيش المملكة الهاشمية..رجلا بريطانيا حتى سنة 1967 ...وطردت موريتانيا الجنرال الفرنسي بيليه سنة 1964
حين تكفلت فرنسا بمشروعها اقتطعت له الاراضي الخصبة.. ودبرت له سبل السقاية واورثته منفذا بحريا عظيما ..واسست فيه صناعة مناجم كبيرة جدا.
لم يتسنى لبريطانيا ان تفكر في سقاية شرق الاردن...فلا ماء تقريبا بتلك الربوع.
ولا نفط..
واكتشف اهل الاردن البوتاس والفوسفات بعقود بعد بريطانيا..وعندنا منهما اكبر مخزون راقد بالمنطقة..!
حين بزغ نجم الاردن كانت تحاصره الاحقاد..وتضغط عله المحنة الفلسطينة..
وينهمر اليه المشردون من فلسطين ..والعراق..وسوريا لينضافوا الى افواج حجازية وشركسية... وارمنية...وكأن المنفيين الحيارى تواعدوا في تلك الصحراء البوار لتشكيل أمة جديدة تتحلق حول مشروع غامض.
قارنوا بعد كل هذه العقود...اين هم ..واين نحن..؟
لقد وصل الاردن الى مستويات تعليمية هي الارفع في العالم العربي ..ففي بلادهم يوجد مهندس في كل خمسين فرد.. وطبيبان للالف.. وصيدلي لالف مواطن ...
واكبر قطاع مصرفي بالعالم العربي... وارفع مستويات التجارة الالكترونية ..
وبنية تحتية تقترب من الدول الغنية...
نحن تتالى علينا الخيبات... وننعم بسعادة الجاهل غير المكترث ..نقتل ورثة الانبياء من علماء الفيزياء والطبابة والفلسفة..ونمنح للكهنة والافاقين والدجاجلة مكان الصدارة.
اظن وللاسف اننا ورغم الموارد والفرص.. لم نتمتع بعد بالرغبة الجدية في الانطلاق.