الحملة الإعلامية التي تعرضت لها هذه الأيام الإدارة الجديدة للإيسيسكو من خلال الكتابات والتعليقات في بعض المواقع الالكترونية فيها كثير من التحامل والقذف والتشهير والكذب.
فالمغاربة المعنيون صنفان.صنف بلغ سن التقاعد القانوني أو بقيت له شهورا معدودة لبلوغه.
وصنف ثان لم يبلغوا بعد سن التقاعد وتم الاستغناء عنهم بسبب ضعف في الأداء المهني أو عدم امتلاك المؤهلات المناسبة للاختصاصات والرؤية الاستراتيجية للإيسيسكو . هناك موظفون لا ينجزون أي شيء ويتقاضون رواتبهم الشهرية وراتب الشهر الثالث عشر في ديسمبر من كل سنة . وهذه حقيقة لا ينكرها إلا منافق او مخادع.
والصنفان معا لم يتم هضم حقوقهم المادية بل استفادوا من رواتبهم ومن تعويض نهاية الخدمة. كما تم اخبارهم بانتهاء التعاقد معهم شهرين قبل ذلك كما ينص عليه عقد العمل. هذه الاجراءات لم تهم فقط المغاربة بل موظفين من دول عديدة إلا أن عددهم كان أقل لأن العدد الاجمالي للموظفين المغاربة مرتفع جدا . إن الأمم المتحدة واليونسكو ومنظمات أخرى قامت بتسريح بعض موظفيها وفق اجراءات قانونية لأنها كانت مضطرة لذلك إما بسبب أزمة مالية أو الحاجة إلى أطر متخصصة مناسبة وقادرة على الانتاج في إطار التوجه الجديد لها.
إن هذه المنظمات الدولية لا توظف اكثر من 20-30٪ من الأطر من دولة المقر في الوقت الذي توظف الإيسيسكو الان 77٪ من المغاربة.
المدير العام للإيسيسكو موظف دولي ينتمي لدولة صديقة للمغرب وتم انتخابه بالإجماع من طرف 54 دولة إسلامية في مايو الماضي خلفا لمدير عام قضى أكثر من28 سنة في إدارة الايسيسكو. وبدوره كانت له مشاكل مع موظفين مغاربة وطرد بعضهم بشكل تعسفي أسال كثيرا من المداد في الصحافة المغربية.
المدير العام الجديد كان أمام تحديات جمة داخلية وخارجية منها تشبيب الموظفين واستقدام خبراء ومراجعة الأنظمة المالية والإدارية للإيسيسكو . وهي مهمة ليست سهلة مادامت تتوخى التغيير والتطوير ومن الطبيعي أن لا تحظى خطة عمله بموافقة الذين تعودوا على حياة الكسل والنمطية في العمل واللجوء للحلول السهلة والمعمول بها منذ أكثر من 15سنة.
لقد كانت الإيسيسكو في حاجة ماسة لمثل هذا التغيير لانها تكلست واستكانت للرأي الواحد والتدبير الغامض والتصفيق الكاذب للمنجزات المبالغ فيها.
الأطر التي احتفظ بها المدير العام الجديد من المغاربة ومشهود لها بالجدية والخبرة والاستقامة والنزاهة وهي تشرف بلدها. أما المسؤول الموريتاني الذي قيل عنه كلاما سفيها فهو من خيرة مسؤولي الإيسيسكو وأكثرهم محبة للمغرب وللمغاربة وعاش في الرباط أكثر من نواكشوط. كما أن المدير العام الجديد وظف مغاربة إناثا وذكورا حسب الاستحقاق وليس الزبونية لأنه حديث العهد بالمغرب وليست لديه شبكة علاقات واسعة مثل سلفه وليست عليه ضغوطات من هنا ومن هناك .
والتزاما باختصاصاته بوصفه المسؤول الأول وقائد فريق العمل فقد استقدم مديرين من دول أخرى بالتنسيق مع جهات الاختصاص فيها . وهم مجموعة من الأطر ااشابة أبانت في مدة قصيرة عن كفاءتها ودورها في تطوير الإيسيسكو والانتقال بها سريعا إلى مرحلة جديدة.
يجب على المغاربة الذين انتهى عملهم في الإيسيسكو أن لا يكونوا أنانيين ومتهورين لأن هناك إخوة لهم مازالوا يشتغلون ولا يجب أن يسببوا لهم أي حرج مع الإدارة الجديدة. كما يجب أن يحترموا القانون وأن يدركوا جيدا أن العقد شريعة المتعاقدين.
************************
عبد الحق الحسني