لدينا مثل يقول " الناس أجناس".. وخلال هذه الأزمة التي تمر بها دولنا كلها لا أخص وطني فقط ولكن اقصد جميع الدول التي ظهر فيها هذا الوباء.
هنالك اناس سخّروا جهدهم ووقتهم وفكرهم لمحاربة هذا الوباء الذي استشرى في البشرية جمعاء، لا يألون جهدا أو وقتا في مكافحته وكل قي مكانه وحسب قدرته.
الممارس الطبي يتعرض للخطر والعدوي ويهمل نفسه وبيته ليبقى مع المرضى او المشتبه بهم وغيرهم، وهنالك الخبراء والمختصين، يعملون جاهدين لتوعية المجتمع بخطر المرض وكيفية الحماية منه ومحاربة الشائعات التي تنتشر انتشار النار في الهشيم
وهنالك الفئة التي تقرأ وتسمع وتتبع الإرشادات وتحاول الاستزادة من العلم لتقي نفسها ومن حولها من خطر الوباء وتداعياته.
وهنالك فئات لا اقول الا هداهم الله وحسبي الله ونعم الوكيل
تقوم بمحاربة الفئات الاولى،
فمنهم من يخالف ما يصدر من تعليمات وأنظمة لمحاربة تفشي الوباء، بل وبعضهم يسجل مخالفته بفيديو وينشره ليحث الآخرين على تقليده، ويصدق فيهم قوله تعالى " هم العدو فاحذرهم "
ولكن الفئة الأسوأ هم من يبذل جهده لمحاربة الفئة الاولى والثانية، فيحاول نشر مثالبهم وأخطائهم القديمة او ما يظنه خطأهم، يهاجمهم لاختلافه معهم في المذهب الديني او الفكر السياسي او العرق أو البلد. بل بلغ ببعضهم السفاهة والانحطاط انه يحاربهم لاختلافه معهم فيمن يشجع من الفرق الرياضية.
أمثال هؤلاء يلبسون آرائهم وافكارهم وممارساتهم الساقطة لباس الفكر والعلم والوطنية، ولكن ممارساتهم بأنهم ابعد ما يكون عن الفكر وعن الوطنية ويصدق فيهم قول الشاعر معروف الرصافي:
لا يخدَعنْك هِتاف القوم بالوطن ** فالقوم في السر غير القوم في العَلَن
أحْبُولة الدِّين ركَّت من تقادمها ** فاعتاض عنها الورى أحبولة الوطن
لم يقصدوا الخير بل يستذرعون به ** رميًا إلى الشر أو قصدًا إلى الفتن
فإن تهادن قوم فانتظر شغبًا ** إذ ليس هدنتهم إلا على دخن
من امثلة من يعمل للصالح العام
د. لمياء الإبراهيم او من اسميها بنت الوطن وهي طبيبة طب أسره، تجمع الليل بالنهار في علاج المرضى وفي الظهور في وسائل الإعلام للتوعية ونقل الحقائق حول افضل طرق الوقاية وكيفية التعامل مع المستجدات، وفي الليل تبقى على جهازها الحاسب الألي, في وسائل التواصل تويتر وواتساب ترد على اسئلة متابعيها,
رغم هذا الجهد الواضح نجد من يهاجمها ويحاول تحويل مسارها ووقف نشاطها بسبب اختلافه معها في المذهب الذي لم تتكلم فيه ابدا.
المثال الآخر هو الإستاد انور مالك. الحقوقي والكاتب، يتكلم في تغريداته هذه الايام عن الوباء وتأثيره في العالم وفي السياسة العالمية، تحد البعض يحاول مهاجمته بسبب اختلافهم معه في الرأي السياسي، ويحاول وقف نشاطه الدعوي.
وغيرهم كثير وكثير.
هؤلاء اناس يحاولون البناء ونجد من يحاول هدم ما يبنون او يجعلهم يتوقفون عنه، ويحول انظار قرائهم الى مجال آخر، وتثبيط همهم ليجعلهم يتفرغون للدفاع عن مذهبهم او رأيهم السياسي، ينسى ان البشرية جمعاء تقطن كوكب وحد وان الخطر يعم البشرية بغض النظر عن لونها او دينها او معتقدها او رأيها السياسي، وأننا بحاجة لكل جهد لمحاربة هذا الفيروس الذي لا يفرق بين الناس ابيض او اسود. مسيحي او مسلم، شيعي او سني. فكلنا في المصيبة سواء.