الظروف الطارئة على الصعيد الوطني والدولي التي فرضها وباء فيروس كورنا تتطلب التفكير في أولويات الوطن ، وتستدعي مزيدا من المثابرة والحيوية والوعي بأهمية المسارعة في رسم خارطة لمستقبله والحفاظ على المواطن وتنميته وازدهاره.
ذلك أن الأزمة التي يشهدها العالم اليوم تشكل تحديا حقيقيا لمناعة الدول واستقرارها ،واعتمادها على ذاتها ، وهو مايُحتم على صناع القرار في بلدنا والنخبة السياسية الجادة تبني رؤية وطنية جامعة لتعبئة الجهود الذاتية ودفع عجلة الانتاج الوطني وتنشيط دورة الاقتصاد من خلال إطلاق ثورة زراعية تحقق اكتفاءا ذاتيا للمواطن وترفع من سقف التنمية مع تبني استيراتيجية واضحة لدعم الكفاءات الوطنية المنتِجة والفنيين وقادة الرأي والفكر والخبراء في كافة المجالات خصوصا التقنية والاقتصادية .
التضامن الوطني والتكافل الاجتماعي مفاتيح أساسية للمرحلة الراهنة وهي ميزة عُرف بها مجتمعنا منذ الأزل ينبغي تعزيزها من أجل احتضان الفئات الهشة من المجتمع التي تشكل غالبية يُحيط بها البؤس والفقر من كل مكان، و التي تحتاج دعما يُواكب الجهود الرسمية التي تبذلها الدولة حتى نتجاوز مرحلة الخطر ونؤسس لنهضة وطنية شاملة تعتمد في أساسها على الجهود الوطنية والموارد الذاتية.
حفظ الله موريتانيا.