"إن هذا الرجل الذي اخترناه مؤتمنا على مصيرنا يمثل في واقع الأمر لغزا بالنسبة للكثير من المواطنين .فالبعض ممن شأنهم الاستعجال يصفونه بالمتردد ، وآخرون ينتظرون منه معجزات في سياق وضعية اقتصادية واجتماعية خانقة، وقسم ثالث هم في حقيقة الحال آحاد وثقوا وبكل بساطة به وبمواصفاته كرجل ،موقنين أنه سيصل بهم إلى بر الأمان .التساؤلات والشكوك والانتظارات الكثيرة أمور جد مشروعة ،ولكن اتركوا للزمن ما يكفي من الوقت ليثبت أننا لم نكن مخطئين في الاختيار.وبحكم معرفتي به فأنا واثق وبكل صدق بأنه الرجل المنقذ ".
فنحن الموريتانيين عشنا عقودا خلت تتقاذفنا فيها الآمال والمرارات والاستكانة والخيبة والغضب ، والغيظ. واليوم ها نحن نتعلم من جديد أن نعيش مع الآمال ،حتى وإن كان إجماع كل المواطنين لا ينعقد حول هذه الرأي. فالبعض ما زال يعيش في مراتع الحقد والجحود بل لا يزال بالأحرى تتأجج في نفسه شعلة الانتقام والثأر.لكن أما حان الوقت لأن نجتمع حول ما يوحدنا؟ :حول ديننا الحنيف ،حول تاريخنا المشترك المتنوع بدون شك ولكنه مع ذلك متشابك ومتداخل .نجتمع علاوة على ذلك حول طرقنا في العيش في نسق من التضامن رغم خلافاتنا والصعوبات التي قد تكون حائلة بين أن يسامح بعضنا البعض دون مقدمات وشروط يرتبها من يقتاتون على تقسيمنا؟ . فلنتحلى بالشجاعة ونتحرر من كل ما شأنه أن يشكل قطيعة اجتماعية ، وليحب بعضنا البعض وبكل صدق ،وليحب بعضنا البعض في تنوعنا الغني والمثري في أن معا.فالذين حكمونا إلى حد الآن لم يكونوا على ذلك القدر من الشجاعة ونفاذ البصيرة .
لكن أحد هؤلاء الربان يمكن أن يكون الرجل المنقذ ،فلنعطه الفرصة ،وإمكانية تحقيق هذا الالتحام والتماسك وهذا العيش المشترك في جو من الوئام .فقد رسم من خلال كل ما أبان عنه من كلام وما ألقاه من خطب ، مخططا لما سيكون عليه مستقبل أمتنا الموريتانية التي ستؤسس على العدالة والوئام الاجتماعي والانسجام الوطني مع السعي إلى تحقيق أهداف بسيطة في مجال محاربة الفقر من خلال التنمية والتكافؤ في الفرص و الإشراك النشط للمرأة في جميع مشاريعنا الاقتصادية على وجه أخص .هذا الرجل هو الرئيس الحالي لجمهوريتنا . الطيبة،المسامحة ،الاستماع ،اللطف ، البصيرة، الشجاعة ، الصرامة ،سمات أساسية لطبع الرجل ، حتى وإن بدا للبعض كما لو كان واقعا تحت التأثير. فبمساعدتكم ، وبثقتكم وبتمكين من الله ، فإنه سيجعل من موريتانيا واحة سلام معطاة يجني من ثمارها الشعب الموريتاني برمته. إنه الرجل المنقذ الذي يستحق منا الاحترام والاعتبار والثقة والانخراط في الخيارات التي ارتضاها لهذه الأمة، خاصة بالنسبة لهذا الوقت الذي نواجه فيه تحديا وجوديا على غرار فيروس كرونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية .