من المستفيد من إجراءات حكومة "كورونا" ؟! | صحيفة السفير

من المستفيد من إجراءات حكومة "كورونا" ؟!

اثنين, 06/04/2020 - 12:21

للأسبوع الثالث على التوالي، ونحن نعيش حالة من "التيه" سببتها بلورة واضحة لفشل حكومة لم تفلح في وضع استيراتيجية يمكن السكوت عليها، لا في الشكل ولا حتى في المضمون.

كل دول العالم بمن فيها التي لا تمتلك موارد والتي يعيش سكانها تحت خط الفقر، وجدت حلولاً مقنعة لتفادي جائحة كورونا، فوفرت لمواطنيها الغذاء والدواء وأمنًت حدودها وأحكمت سيطرتها على حوزتها الترابية، في المقابل لم تنجح حكومتنا ولجانها الوزراية التي تتكاثر يوما بعد يوم، سوى في التقاط الصور والعنتريات التي لا فائدة من وراءها.

ما المغزى من حصار المواطنين وقطع معيشتهم دون إعطائهم بديل.. كيف سعيش (الحمال، الحلاق، واصحاب المهن الأخر).. وماذا عن الصندوق والذي صدًعتم مسامعنا بأرقامه الفلكية؟!، في اعتقاد كل واحد منا أنها أموالٌ ستتقاسمها اللجان الوزارية عاجلاً أم آجلاً.. "لا احد يثق فيكم لأنكم عودتمونا على التحايل وأكل أموال الشعب بالباطل، وتغريبه في وطنه، وحتى حرمانه من حرية الحركة وكسب قوته اليومي" هكذا يقول لسان حال الناس اليوم.

جائحة كورونا وإن أرعبت العالم بأسره، كانت ارحم بالموريتانيين من حكومتهم ووزرائهم الفاشلين، بل كانت مناسبة لخدمة النافذين فقط، قادة الجيش و الأمن ورجال أعمال ومن يصفون أنفسهم باللجنة الوزارية المكلفة بالتصدي للوباء، فهم وحدهم اليوم الذين يستفيدون من حوافز على احتساء الشاي والتجوال في سيارات مكيفة، في حين يعيش بقية الشعب الموريتاني ويلات الحجز الإجباري وشغف العيش والبقية مشردة و عالقة على الحدود دون مأوى.

لم يكن حظر التجول الذي حرم آلاف الأسر من كسب عيشها، سوى طريقة لابتزاز المواطنين وتجميع بعضهم كالأغنام في تحد سافر لما يسمونه الإجراءات الاحترازية واحترام المسافة، في حين توزع الإكراميات على أفراد الأمن من أموال شعب جائع، وبائس يسومونه سوء العذاب ليلا ونهاراً.

أيٌ وزير أو مسؤول رفيع، نزل إلى الأحياء الشعبية ووقف على معاناة المواطنين ونحن في هذه الحالة العصيبة وأيٌ عمل وطني يقام به دون أن يكون له الأثر على الفقراء والمواطنين الأكثر احتياجا؟؛ أية سذاجة واحتقار عندما تقرر الدولة فتح 10 دكاكين فقط من دكاكين أمل او "ألم" على الأصح، في احد مقاطعات العاصمة، والمواطن لا يكسب قوت يومه، هل اعطيتموه مالاً ليشتري به من دكاكينكم؟!

أصبحت حالة الارتجالية والارتباك الذي تتخبط فيه حكومة اسماعيل ولد بدًه، واضحة من خلال طريقة إدارتها لأزمة كورونا، وحتى ما قبل كورونا فجميع مصالح الناس كانت معطلة بحجج واهية، واليوم ازداد الطين بلة.

ومع أن الشعب استبشر خيراً بخطاب رئيس الجمهورية وعلقَ آماله على ما جاء فيه، إلا أن حلم تكريسه على ارض الواقع اصبح يتلاشى يوماً بعد يوم.

 

السفير