تواجه موريتانيا، مثل شعوب المعمورة وباء خطيرا، وهو الكوفيد 19 ،الذي سبب وفايات وأحدث اضطرابات، غير مسبوقة في كل مكان ، مما كشف أنها مٱساة منقطعة النظير، فاضحة هشاشة عالمنا اليوم، على جميع المستويات٠
وتركز كل دول العالم القوية والضعيفة يوميًا على هذه الآفة. وحتى الآن لا يمكن التنبؤ بعواقب هذا البلاء. كل الأدلة تشير إلى أنها ستكون ضخمة على الجميع.
ومن هنا فإن بلدنا حتى الآن يتمتع بوضع أحسن من غيره من بلدان العالم، كما قامت حكومتنا بإجرءات سريعة لمواجهته٠
لكن المشكل الأساسي الذي يشكل تحديا، هو غياب الاستراتيجيات القائمة على تعبئة السكان. وذلك خلل لا يمكن إلقاء اللوم فيه على القادة الحاليين، لأنه قائم منذ أربعين سنة٠كانت المحاولات الوحيدة التي تم القيام بها.
خلال هذه العقود، هي "هياكل تهذيب الجماهير"، وهي فكرة جيدة، ولكنها فشلت، بسبب طبيعة القيادة آنذاك. كما ظهرت في وقت لاحق فكرة محو الأمية، وهي فكرة جيدة أيضا، لكنها لم تدرس بالشكل المطلوب٠
واليوم نستمر في تأكيد، أن أية سياسة، لا تبنى على تطوير الموارد البشرية، أي توعية السكان وتهذيبهم، لا يمكن أن تسفر عن نتائج ملموسة. وهذا هو التحدي الحقيقي الذي تواجهه دول القارة الإفريقية والعالم العربي.
نعتقد أنه في مواجهة هذه المخاطر التي ولدها كوفيد 19، يجب أن يتم الانكفاف نحو الشعب بسرعة، بمبادرات وإنشاء هياكل تساعده علي تعزيز قدراته الأخلاقية والمدنية والتعليمية. وذلك ما يساعد في تعزيز كفاءته وتقوية لحمته ووطنيته في مواجهة التحديات الصحية والأمنية والاقتصادية الهائلة.
لقد اقترحنا خلال الحملة الانتخابية، في يونيو الماضي، إقامة الهياكل الأساسية، وهو الاقتراح الذي تناولناه وطورناه، في إعلاننا يوم 29 مارس الماضي.
يجب أن نتذكر أن الإجرءات الإدارية، على الرغم من قوتها وسرعتها، لا يمكنها وحدها، التغلب على التحديات الرئيسية. ولذا يجب على الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني ، اختيار هذا المسار الذي ذكرنا والذي نرى أنه يسير في الاتجاه الصحيح.