اولا أريد أن يعلم القارئ الكريم بأن لا صلة قرابة ولا أية علاقة أخرى تربطني بمن أملى علي الضمير أن أقول فيه كلمة حق والشهادة لله لا لغيره ولا أريد من غيره عليها الجزاء.
تولى الدكتور محمد نذيرو ولد حامد منذ التاسع أغسطس 2019 حقيبة وزارة الصحة التي نستطيع أن نصنفها في هذا المقام بالحقيبة المعقدة ، فهي ملغومة الجيوب ، مفخخة الفتحات ، خرومها منافذ للفساد وخيوطها الشمعية مسالك للتزوير تكالبت عليها ثلة من الدخلاء تدعي مهنة النبلاء من أطباء وصيادلة أوفياء نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا .
فكانت الساحة قبله مرتعا خصبا لهؤلاء الدخلاء الذين انتهزوا فرصة حلم البعض وعدم علم الكثيرين وإحاطتهم بما يجري من ناحية و التقصير في الرقابة والمتابعة من جهة أخرى ليبدع هؤلاء في صنع مركبة عجيبة فاقت كل الإختراعات وتجاوزت حدود العقل وتصورات المنطق لغرابتها إذ إستمدت طاقتها الكهربائية من خيوط الظلام و خزان وقودها لايعرف غيرالدماء البشرية بنزينا يحترق على المدار وأستغلت جثث الضحايا طرقا معبدة تجوب عليها البلاد طولا وعرضا بلا شفقة ولا رأفة ولا حتى إكتراث ،إنها بإختصار شديد ثلة حطمت كل القيم الإنسانية على صخرة الجشع الصماء للوصول إلى مراميها الربحية مقابل إستنزاف جيوب مواطنين انهكهم شراء الأدوية المزورة ردحا من الزمن بل فقد الكثير منهم الأرواح وعانى الأمرين لا لشيئ الا لأنهم وقعوا تحت رحمة من لا يبالي بإنقاذ الأرواح وإنما همه الوحيد هو جني الأرباح .
فأراد الله ان ينبلج الصباح ويريح العباد من هذه الأشباح فأشرقت شمس يوم جديد ( التاسع أغسطس 2019) مبشرة بأن جاءكم نذير من أهل الاختصاص فكان لهذه الثلة بالمرصاد وبدأ حملاته الجهادية بالبحث المكثف عن الأدوية المزورة وتدميرها حرقا امام العيون كما دمرت هي على مدى سنوات خلت خلقا كثيرا من مختلف الأعمار والأجناس، و بعد اجتثاث الأدوية المزورة ومحقها قام الدكتور نذيرو في خطوة موالية بضبط الوضعية القانونية للصيدليات وتطبيق احترام المسافات وأصدر تعميما يقضي بتوحيد أسعار الأدوية في عموم التراب الوطني ومازال الرجل وأعوانه الأوفياء في معمعان هذه المعركة الداخلية الحامية الوطيس وقبل ان ينقشع غبارها المتصاعد في الأفق الملوث بالسموم ألقت جائحة كورونا بظلالها على غفلة من العالم وبدأت تجر أذيالها الثقيلة في أرجاء المعمورة مخلفة كل يوم أرقاما خيالية من الأموات ، وكان الرجل على قدر التحدي والمسؤولية حيث تابع بكل يقظة لحظة بلحظة تنقل فيروس كوفيد19 من مهده ووهان في الصين متتبعا تحركاته ومساراته في سائر البلدان التي أجتاحها الفيروس القاتل متخذا من التجارب الناجعة في تجنب الإصابة به نموذجا لتعزيز ودعم جملة الإجراءات الإحترازية التي اتخذتها بلادنا لمواجهة الفيروس ليبدأ الرجل معركة أخرى لم تكن في الحسبان بأدوات مختلفة عن تلك التي مازال ينفض غبارها لمواجهة عدو أخنع أعظم وارقى الدول من حيث المنظومة الصحية والإمكانات المادية و اللوجستية .
وهنا أعطى وزير الصحة الدكتور محمد نذيرو ولد حامد مثالا للوطنية والمسؤولية والصراحة المتناهية في التعاطي مع المرحلة وتقديم تفاصيل الوضعية الصحية في البلد أولا بأول عبر وسائل الإعلام العمومي من دون تحفظ وبهذا نال ثقة المواطن الذي ربط إسمه ب نذيرو لا تولي في إشارة واضحة لتبني نهجه والسياسات المتخذة في قطاعه.
لقد جمع الدكتور محمد نذيرو ولد حامد مزايا يندر جمعها في شخص واحد أيامنا هذه ولعلها بتوفيق من الله سر نجاح الخطة الوطنية في مواجهة جائحة كورونا و السير قدما بفضل الله في الإتجاه الصحيح لإبعاد الفيروس العابر للقارات عن بلادنا حفظها الله .
فشكرا جزيلا لمعالي وزير الصحة من أعماق كل مواطن موريتاني أبي يدرك جسامة مسؤولياتكم ويمتلئ قلبه إيمانا بحب الوطن .
وفقنا الله وإياكم وسدد خطانا وخطاكم .