لا شك أنكم أدركتم مبكراً بأن أزمة "كورونا" ليست بالبسيطة، وجاء خطابكم الشهير يوم 25 مارس الماضي في الوقت المناسب، ليس لما تضمنه من تحمل للمسؤولية بقدر ما كان، كان خطابا مفصلي، ومحل تنويه من الطيف السياسي والاجتماعي في البلد؛ وعلى الرغم من كل ذلك فالمعركة متواصلة..
لقد وصل صندوق "التضامن" إلى مرحلة مشجعة حسب آخر تحديثات البنك المركزي، وهي فرصة ثمينة لقطع خطوة أخرى، لا تقل أهمية بل تعدٌ ملحة جداً، فشهر رمضان المبارك بات على الأبواب والناس مسها ضر الحظر ووقوف الأحوال، خاصة وأن مصاريف رمضان باهظة وحاجياته متنوعة.. فيجب أن تكون خطوة رمضان، خطوة مميزة ونوعية.
بالطبع ستخرج إلى الأمة بخطاب رسمي بمناسبة حلول شهر الرحمة والبذل والعطاء، لن يكون خطاب تقليدي على ما نظن، لأن الظرف خاص جداً، ولم يعد المواطن بحاجة إلى سلة غذائية فقط، فتوزيع مبالغ نقدية مهما تكن قيمتها، تسهل على المواطنين شراء حاجيات رمضان براحة أكثر في ظل أزمة خانقة مست الفقراء ومحدودي الدخل أكثر من غيرهم، وبآلية بسيطة تركز على شريحة "البسطاء" من أصحاب الحرف والعاملين في القطاع غير المصنف يمكن للدولة أن تساعد مواطنيها من خلال تخصيص بعض من ريع التبرعات لصالح الأسر الأكثر احتياجاً.
وبطبيعة الحال سيكون منح راتب شهرين لصغار الموظفين مساعداً آخر لأرباب آلاف الأسر الضعيفة ممن يتقاضون شهرياً أقل من مائة ألف أوقية قديمة.
صاحب الفخامة، بقي أن اطلب منكم لفتة كريمة لقطاع الإعلام المستقل على وجه الخصوص؛ فهو لا يحظى بدعم السلطات كحال الإعلام الحكومي، وما يخصص له سنوياً لا يسمن ولا يغني من جوع، رغم ما يطلع به من إنارة للرأي العام وتكريس للديمقراطية ودولة المؤسسات، ولما يحتضنه من مئات حملة الشهادات هم بدورهم معيلي أسر يستحقون على الشعب الموريتاني الكثير.
افتتاحية السفير في عدد رقم 1161 الصادر اليوم الإثنين 20/04/2020