"الحمد لله...
رضينا بقضاء الله..
رأيت القيل كثُر في مايخُص أبِي و كثُرت الإتهامات الموجهة له حول محاولته القتل بعدم اتخاذه الإجراءات اللازمة علما بأنه لم يفن بعد .. فما بالكم ألا تُراعوننا و أنّنا في مصيبة ؟!
لقد أصيب أبي بحمى قد أصابتني قبله ، حمى عادية لم تظهر معها أعراض كوفيد الأخرى ، كان يتعرق في الليل كثيرا و يسعل دما .. ذهبنا به إلى الدكتور عبد اللطيف المتخصص في أمراض الرئة و أخبرنا أن حالته ما بين كوفيد و مرض السل (tuberculose) ثم أضاف لنا أن المرجح هو سلّ لأن أعراضه -العرق و سعال الدم- متوفرة !
اتصلنا على الدكتور أحمد البراء المسؤول عن الفحوصات و أخبرناه عن حالة أبي و رغبتنا في إجراء فحص كوفيد له فقط من أجل التأكد ، وجهنا إلى الدكتور انداي المسؤول عن الفيروس ، سردنا عليه التفاصيل ثم سألنا إذا كان قريب عهد بالسفر فأنفينا له ذلك ( فله سنتان و هو لم يخرج من البلاد ) و طمأننا بكلّ أريحية و ثقة أنه ليس مُصابا و لامشتهً به حتى و السؤال هنا لماذا لم يُخضعه للفحص ، و لو هو احتمال ١٪ ما الذي يمنعه ؟!.. و لأخبركم أيضا كان أكثر حرصا على الإجراءات الوقائية فالمعقم لا ينفد منه إلا و أخذ آخر ، و كان ملتزما بعدم مُخالطة الناس أكثر من أي شيء !
البارحة عند الثالثة صباحا أصيب بضيق تنفسٍ شديد أضطرنا إلى نقله إلى المستشفى في تلك الساعة ، ذهبنا به إلى المركز الوطني لأمراض القلب و أسعفوه ثم اشتبه فيه فأجروْ له الفحص و كانت الصدمة -رغما عنّي كنت فيها لضيق تنفسه- بتأكيد إصابته و لسوء حظي كان هناك دكتور يقال له عزيز بدأ يسُبنا و يلقي عليا الألفاظ البذيئة أنا و أبي و كأنه اختارنا أن يكون هو المصاب أو كان اختيار إصابته بأيدنا ... كان في قمة الدناءة و الحقارة !
كما أنفي لكم أي حالة أخرى فينا .. و أطلب منكم توقيف هذه الاتهامات و الكلام القاسي فنحن لما قلوب و تلك القلوب متمزقة فرفقا بنا جوزيتم كلّ خير .. أسأل الله أن يرحمه و يعفو عنه و أن يسكنه الجنة و يجعله من الناظرين إلى سُبحات وجهه الكريم و عزائنا ألا مصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم.