بغض النظر عن حق أي كان في تقدير أي موقف يخصه، وهو أمر نحترمه للكل، إلا أن لرؤساء الدول ورجال السياسة والقادة منطق آخر يحكم سلوكهم وتصرفاتهم، هذا إذا كانوا فعلا كذلك.
أولها خضوعهم أكثر من أي كان للقانون وقبولهم والتزامهم بقواعده طوعاً، وهو ما يرفعهم في أعين الآخرين ويزيدهم من تعاطف الناس.
ومنها إيمانهم أكثر من غيرهم كذلك بمؤسسات الدولة وهيبتها والتي يتضاءل أمامها كل فرد مهما كان ومهما كانت أهميته.
ومنها براءة ذممهم المالية، مما يمنحهم قوة في المواجهة وفسحة في التقدير، فليس لديهم ما يخفونه في هذا الصدد أو يخشون مواجهتهم به.
وأخيرا أن يملكوا الشجاعة على تحمل المسؤولية كاملة عن قراراتهم وتصرفاتهم، بما فيها تلك التي قام بها معاونوهم بأمر أو إقرار أو سكوت أو تغاض منهم.
أذكر يوم كان الاخ عبد الرحمن ولد ميني أثناء محاكمات وادي الناقة وهو يواجه الاعدام، يدفع بمسؤوليته وحده عن انقلاب 2003 ويطالب المحكمة بإخلاء سبيل الجميع، والنطق ببراءة الجميع بمن فيهم صالح ولد حننا ومحمد ولد شيخنا.