أكد عمدة تجكجة عاصمة ولاية تكانت، محمد ولد بيهَ أن مشكل المياه عموماً، و أزمة العطش التي تعانيها المدينة منذ سنوات، تتطلب رؤية وإستراتيجية شاملة.
وأوضح ولد بيهَ في تصريح لـ"السفير"، أن أسباب الأزمة، تعود بالأساس إلى ندرة المياه الجوفية الناتجة عن قلة التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة، ما تسبب فيما اسماه "الجفاف شبه المزمن".
وأوضح أن تزايد الطلب على مياه الشرب بسبب توسع المدينة، واستقبالها لهجرات أهل الريف، أثر سلباً على شبكة المدينة التي لم تستوعب زيادة السكان، موضحاً أن عدم مبالاة السلطات المسؤولة في وضع خطة ناجعة لمعالجة الإشكالية في الوقت المناسب، كان سبباً آخر في تفاقمها، رغم أن بوادر الأزمة بدأت منذ أزيد من 12 سنة.
وأعرب العمدة عن ارتياحه، لالتزام رئيس الجمهورية، بحلً مشكل العطش في المدينة، وإعطاء تعليمات صارمة للوزارة المعنية بالشروع في إيجاد حلول ناجعة، باعتباره المطلب الأساسي لدى السكان.
وأضاف: "منذ تسلم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني السلطة، عملت وزارة المياه، بالتعاون مع البلدية ولجنة المياه الأهلية المتكونة من خبراء في الميدان، على وضع برنامج تدخل من محورين:
ـ خطة استعجالية للتخفيف من وطأة العطش من خلال حفر آبار ارتوازية تكفلت بها وزارة المياه في الفضاء القريب من المدينة، وذلك لزيادة المنتوج، ولم تكتمل حتى الآن رغم طابعها الاستعجالي، فيما تكفلت في جانب آخر من هذه الخطة، شركة المياه (SNDE) وبإشراف ومعاينة من مديرها العام، بإعادة هيكلة شبكة التوزيع المتهالكة من أجل التحكم في توزيع الموجود من المياه بطريقة معقلنة وعادلة بين جميع أحياء المدينة، وهي الآن عاكفة على وضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطة، و بدأت الساكنة تشعر بهذا التحسين الطارئ الناتج عن هذا التدخل المهم".
ـ خطة على المدى المتوسط والطويل، وهي التي تكمنُ في إجراء دراسات معمقة لإيجاد مصادر مائية مستديمة".
وشدد العمدة على أن مشكل المياه مطروح في أغلب مدن البلاد، ولا يقبل الحلول الآنية، بل يتطلب رؤية واستراتيجية شاملة خلافاً لما هو معتمد حتى الآن، مبرزاً أنه يستوجب دراسة مشاريع هيكلية تقضي نهائياً على المشكل، من خلال جلب المياه من النهر، معرفة الخريطة المائية الجوفية، تحليًة المياه المالحة، و التحكم في المياه السطحية.
وأشار ولد بيهَ في تصريحه، إلى أنه خلال العشرية الماضية وعلى الرغم مما صُرف من تمويلات في المياه والطاقة عموماً، إلا أنه ظهر فيما بعد أن البلد ما يزال يعاني أزمة كبيرة في توفير خدمتي المياه والكهرباء، "ذلك أنه وللأسف كان أغلب تلك البرامج غير مدروس ولا يحمل معه نظرة شمولية بعيدة المدى.. فمليارات التي صرفت في شبكات: انواذيبو، أكجوجت، وغيرها من المدن ذهبت سدا، وظهر العجز كلما وقعت مشكلة، ما يعني أن العشوائية وسوء التسيير كان سيد الموقف، وهذا بالضبط ما يفسرُ احتجاجات سكان تجكجة، بحيث لم يزر الرئيس السابق المدينة إلا واستقبلوه ببراميل فارغة، وكنًا قد دقينا ناقوس الخطر، وحصلنا على تقارير ودراسات من مهندسين وأخصائيين بضرورة التغلبُ على المشكل قبل فوات الأوان، لكننا لم نلقى آنذاك آذاناً صاغية"..!
وخلص العمدة إلى القول:
"أملنا كبير في البرنامج الطموح لفخامة رئيس الجمهورية والحكومة، ونحن على يقين من أن البرنامج الإستعجالي سيؤتي أكله، وأن الوسائل ستُرصد للتغلب على أزمة العطش التي طالت كثيرا، وما يعزز ثقتنا هو تركيز رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي، على المياه والطاقة، ونعتقد أن هذه الحلول موجودة، لما بعد جائحة "كورونا" وهي إمًا في اكتشاف بحيرات جديدة، وإنشاء خطوط مائية من النهر كمشروع آفطوط الساحلي، و مصادر جوفية على غرار مشروع بحيرة أظهر؛ أو تحليًة المياه والتحكم في المياه المطرية عن طريق بناء سدود كسدً فم لكليته مثلاً.. وهنا ألفت انتباهكم إلى أن الوزارة بصدد دراسة لجدوائية بحيرة "كَبٌو" وهي مصب لمياه ثلاثة أرباع ولاية تكانت تقريباً، ودراستها حسب علمي ستنجز هذه السنة".