ذات مرة في زمن من أزمنة العشرية الغريبة، نضجت فكرة عند أستاذ الرياضيات المتميز، مؤداها جدوائية العمل على فكرة "إقناع" هرم السلطة حينها بتبني "التشبث" بالعلوم الحقة، وأنها هي "ألي فيه شي"، وأن فولتير، وبودلير، وجان جاك روسو، ومونتسكيو، وبودلير، ومن قبلهم الفارابي، وابن رشد، وأرستو طاليس، والمتنبي، ومن جاء بعدهم من أمثال سدوم ول انجرتو، وولد محمدي، وولد الطلبة، وأحمدو ولد عبد القادر...وغيرهم، هم آباء الرجعية، وأسباب التخلف في مجتمعاتهم..عندها تسربلت الخلية بهذه"الأفكار العلمية"، ودون عناء كبير أقنعت السلطة القائمة آنذاك بفتحها المبين، ليتباشر أعضاء هذه الخلية ببزوغ فجر جديد سيمكن لهم في الأرض، ليستحوذوا على مفاصل القرار في الدولة، وهكذا أصبحت القرارات الصادرة عن رئاسة الجمهورية "علمية"، وصار التعامل مع مختلف الفعاليات الوطنية، من فقهاء وأدباء ، وقادة رأي، وشعراء، ومفكرين، وأهل فضل، تتم بالطرق "العلمية"، كما تم التعامل مع مقدرات الشعب وثرواته بطرق "علمية" أيضا...
ولما جاء التغيير بتباشيره التي أضعفت "علمنة" المشهد الوطني، حاول ربان الخلية تغيير قواعد اللعبة بالاستثمار في اللغات "العلمية"، من خلال الاستقواء بمراكز نشر هذه اللغات، لتسعف الخلية بسماد جديد في تربة بدأت تخرج نباتها بإذن ربها، ولكن ما فات على منظر الخلية هذه المرة، هو تعامل لجنة التحقيق البرلمانية الذي تم بطرق "فوق علمية"، حيث عملت وبطريقة مدوية على تبين الخيط الأبيض من الأسود من المسؤولية عن ضياع أموال ومقدرات الشعب الموريتاني، التي يبدو أنها تمت بطرق غاية في "العلمية" ..لتثور ثائرة "المنظر المترفع على سفاسف الأمور"، حين طفق في كيل الشتائم ، ولم يكتفي بإفهامنا أن "ألي ما اصرط ش ما واحلو شي"، بل بادر إلى تقمص الهذيان والترنح متأسيا بالديك المذبوح، محاولا بطرقه المعروفه إقناع الجميع أن الحقيقة معه لوحده، في كون الفترة الماضية.. فترة "نفوذ الخلية" مرحلة طهر ونقاء، وأن كل أعضاء الجمعية الوطنية واهمون، تائهون في غي وضلالة !!.
رويدك أيها العبقري، فالغرور قد يكون مبررا عند البعض، ولكن عندما يمارس بطرق أكثر علمية، فكيف تملك الحقيقة وحدك، ويكون الكذب والتسويف ، والتضليل من نصيب الجمعية الموقرة بتوجهات أعضائها المتعددة ، ومشاربها المختلفة..؟ !في الحقيقة أنا لا أعرف الرياضيات، ولكنني ألتمس العذر لمن هو مظنة لذلك، فلعل المنظر يتتبع حلول متراجحة من متراجحات التهافت والغرور، أو لعله يبحث عن مجهول في دالة من دوال الحلم بالنفوذ، والتربع على عرش النرجسية، حين تخطفه ذو علم من كتاب مسيرة المنظر الحافلة بطلب الحظوة بإفشاء الوقيعة بين أصدقائه قبل أعدائه منذ زمن "المعارضات العلمية"، وزمن الجامعة "المانعة" ، والعمل كحاجب للحقائق عن من لا تهمه في الأصل مظانها..
تكلم بما شئت ، واكتب ما تشاء، وحول ما تريد، لا تكترث للعدالة وإرادة الشعب، ولا يجرمنك حكم الأمة الصبورة، التي ضاعت مقدراتها وتحطمت آمالها على جدار "العلمية" .
أستاذي الطامح، اترك شعبك ينسى زمن استصغار الكبار، ومحاكاة القطط بانتفاخها لصولات الأسود، زمن ازدراء الأخيار، واستخدام وتدنيس معجم الفضيلة من أجل أن تسود الرذيلة، فلا شك أنك تعلمت يوما ، رغم كونك "علمي" أن البقاء للأصلح، وأن الأخلاق هي سر التمكين في الأرض، وأنك مهما حاولت الاستحواذ على "الحقيقة" ، سيظل ممثلو الأمة ،المنبثقين عن إرادة الشعب ، يملكون من هذه الحقيقة ما يظهر بعض خفايا صادمة، أراد لها البعض أن تطمر في وحل التضليل وإلى الأبد.