بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للشباب: رابطة العالم الإسلامي تؤكد أهمية إنشاء منتدى عالمي يعنى بشؤون الشباب | صحيفة السفير

بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للشباب: رابطة العالم الإسلامي تؤكد أهمية إنشاء منتدى عالمي يعنى بشؤون الشباب

أربعاء, 12/08/2020 - 23:38

يحتفل العالم يوم 12 أغسطس من كل سنة باليوم الدولي للشباب الذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1999، عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة 8 – 12 غشت 1998) . وسيتم الاحتفال بهذا اليوم تحت شعار ”إشراك الشباب من أجل تحفيز العمل العالمي”، حيث سيتم تنفيد عدد من الأنشطة في جميع أنحاء العالم بقيادة الشباب ومن أجل الشباب تبث على شبكة الإنترنت.وتهدف هذه المناسبة إلى تسليط الضوء على الشباب وإسماع صوتهم والتعريف بأعمالهم ومبادراتهم ومشاركتهم الإيجابية في مختلف مجالات الحياة، فضلا عن مناقشة مختلف القضايا التي تتعلق بهم، كالتعليم والتشغيل والصحة. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، صرح بأن اليوم الدولي للشباب يحل هذه السنة في وقت ما تزال فيه حياة الشباب وتطلعاتهم متأثرة بجائحة كوفيد 19، فضلا عن تفاقم أوجه الهشاشة التي يعاني منها الشباب من اللاجئين أو المحاصرين بالنزاعات والكوارث.
وفي هذه المناسبة أوضحت رابطة العالم الإسلامي أن وثيقة مكة المكرمة خصصت حيزا مهما لموضوع الشباب حيث دعت هذه الوثيقة في بندها رقم 27 إلى " تعزيز هوية الشباب المسلم بركائزها الخمس : الدين ، والوطن ، والهوية ، والثقافة ، والتاريخ ، واللغة ، وحمايتها من محاولات الإقصاء أو الذوبان المتعمد وغير المتعمد " . ودعت وثيقة مكة المكرمة التي اعتمدها 1200عالم ومفكر من مختلف المذاهب والطوائف، إلى ضرورة " حماية الشباب من أفكار الصدام الحضاري والتعبئة السلبية ضد المخالف ، والتطرف الفكري بتشدده أو عنفه أو إرهابه ، مع تقوية مهارات تواصل الشباب مع الآخرين بوعي يعتمد أفق الإسلام الواسع وأدبه المؤلف للقلوب ، ولاسيما قيم التسامح والتعايش بسلام ووئام يتفهم وجود الآخر ويحفظ كرامته وحقوقه "
وشددت الرابطة على أهمية مقترح مصدري وثيقة مكة المكرمة الداعي إلى " إيجاد منتدى عالمي يعنى بشؤون الشباب بعامة ، يعتمد ضمن برامجه التواصل بالحوار الشبابي البناء مع الجميع في الداخل الإسلامي وخارجه ، متبيا أطروحات الشباب وإشكالاتهم كافة ، بوضوح ومصارحة تامة ، من خلال كفاءات تتميز بالعلم والحس التربوي ، تتبادل مع الشباب الحوار والنقاش بخطاب مواز يتفهم مرحلتهم ومشاعرهم ، تلافيا لغياب مضى أحدث فراغا ، وعاد بنتائج سالبة "
والواقع أن التسريع بإنشاء هذا المنتدى أصبح ضروريا لاعتبارات وعوامل عديدة من بين أهمها الإقبال المفرط للشباب على استعمال شبكات التواصل الاجتماعي، الذي أثار انتباه المسؤولين والخبراء وأولياء الأمور نظرا لكونه يحمل في طياته كثيرا من المخاطر، منها انعدام الأمن والمس بالنظام العام ، وانحرافات عديدة تتمثل إجمالا فيما يطلق عليه الجرائم الإلكترونية والوقوع بين مخالب المواقع الإلكترونية للتنظيمات الإرهابية الداعية إلى الجهاد والتطرف والعنف. كما أن الشباب يشكل اليوم في العالم الافتراضي، شريحة في غاية الهشاشة، ويمكن أن يتواصلوا مع صنف من الراشدين الذين يسعون لربط علاقات صداقة معهم من خلال المنصات والمنتديات والشبكات الاجتماعية، أو عبر بوابات الألعاب على الخط، لا لشيء، أحياناً، سوى لمراوغتهم وخداعهم واستدراجهم بأساليب مختلفة . ولذلك فإن استخدام الشباب لتكنولوجيا الإعلام الجديد أضحى يثير تساؤلات ومخاوف، علاوة على أسئلة أخرى تتعلق بطبيعة العلائق التي تربط النشء بمحيطه الأسروي وبالمربين، واكتشاف الحلول الموائمة للتعامل مع إرادة التحرر والانعتاق المرتبطة بهذه المرحلة من الحياة.
لذلك فإنّ حماية المراهقين والشباب أصبحت تقتضي، بشكل متزايد، معرفة عميقة بالقوة الكامنة في هذه الأدوات المعلومياتية المترابطة والمتفاعلة فيما بينها لفهم أوجه استخدامها وطبيعة التواصل المسموح به بواسطتها، والإحاطة بالأشكال الممكنة للتسلل إليها واقتحامها من لدن مجرمي الإنترنت. ومن جهة أخرى، أصبحت حماية الشباب من مخاطر الإنترنت تتطلب الأخذ بعين الاعتبار، وبالضرورة، مسألة تربيتهم ، وتوعية الآباء والأقربين والمربين، وتدريبهم على استخدام وسائط الإعلام. ومن هذه المخاطر تعرض الشباب لأصناف من الإثارة، مثل التحريض على الكراهية والعنصرية، وكراهية الأجانب ، و معاداة الأديان والإساءة إليها والاستهزاء بمقدساتها واحتقار رموزها، والتلاعب بالأفكار وغسل الأدمغة ، كلها مخاطر موجودة على شبكة الإنترنت.

_____________________________

بقلم " د. المحجوب بن سعيد / الرباط