و ما هي الرسائل التي حملتها خرجته الإعلامية الأخيرة؟
ولماذا تَعمّد التشويش على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ثلاث مرات فى أقل من 24 ساعة؟
و ما الذي يعنينا، نحن الشعب الموريتاني، من كل هذا التخبّط العزيزي؟
مقابلة الرئيس السابق مع فرانس 24 لم تكن موجهة للرأي العام الموريتاني فى المقام الأول.
بصرف النظر عن لُغته الفرنسية دون المتوسطة،وجّه عزيز رسائل عتاب لفرنسا التي يعتقد أنها تخلّت عنه ولم تُقدّر دوره فى مكافحة الارهاب فى الساحل، وهو الدور الذي أفردَ له القسم الأكبر من خرجته المنزلية السابقة، وتَهجّم فيه على الرئيس المالي الأسبق ATT.
عتاب عزيز امتدّ إلى حلفائه المحتمَلين فى الخليج العربي، فأعاد العزف على وتَر التقوّل على دولة قطر بالضلوع فى تهيئة الظروف الملائمة لاتهامه بالخيانة العظمى فى قصة الجزيرة السياحية.
وكانت الرسالة الثالثة تلميحا إلى نظرائه السابقين فى المنطقة الذين قال إنهم نصحوه بالمضي فى طريق المأمورية الثالثة، وكأنما أراد التلويح بأن لديه نفوذاً إقليميًا قد يحركه عند الحاجة.
اللافت للنظر أن عزيز تَعمّد التشويش على الرئيس غزواني ثلاث مرات فى يوم واحد: فقد اختار بثّ مقابلته مع فرانس24 بالتزامن مع زيارة الرئيس لبعض المناطق المتضررة من الأمطار فى الشرق الموريتاني،للتقليل من الزخم الإعلامي والسياسي لهذه الزيارة.
وقبل أن يطّلع الرئيس غزواني ميدانيا على أوضاع المنكوبين، كانت بعض المواقع تبث صورا لشاحنة تحمل مساعدات من عزيز إلى سكان (باسكنو)، ليظهر كمن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ( الرجل حساباته مجمدة ويعيش على المعونات)!!!
والتشويش الثالث الذي لا يملّ عزيز تكراره بكلامنا وكلام الإفرنجة هو أن " الرئيس غزواني يعرف جيداً مصدر ثروته".
تُرَى كيف اللجوء إلى التيمُّم بغزواني بينما الوضوء بعزيز متاح بحكم القانون؟ كيف نسأل غزواني عن ثروة عزيز وعزيز حيٌ يُرزق- أطال الله عمره؟
بقية ما جاء فى خرجة عزيز هُراء وتخبّط كذكر بعض أفراد عائلته وأعداد مَن وردت أسماؤهم فى تقرير اللجنة البرلمانية.
فقط فى عصر التوريث والفساد والمحسوبية أصبحت أسماء أبناء وأصهار رؤساء الجمهوريات معروفة ووجوهم مألوفة، بل ويتصدرون المشهد السياسي والاقتصادي!!!
مَن منكم ، مثلاً، يعرف ابناً لسينغور أو بومدين أو بورقيبة؟
عزيز يريد إشعال نيران جانبية بوقود القبلية والفئوية لالهائنا عن الحرب الكبرى: استرجاع أموالنا المنهوبة فى عشريته المشؤومة.
إنه كمن يَكيل الماء بغربال