مدارسنا المُرَّة! | صحيفة السفير

مدارسنا المُرَّة!

سبت, 26/09/2020 - 15:26
محمد/سيدناعمر

أغلب المدارس الحرة في بلادنا لا تقدم زادا معرفيا حقيقيا؛ إنما هي مشاريع ربحية، لا تنأى كثيرا عن دكاكين الرقاة.
كل حي من أحياء العاصمة يئن بالمدارس ويفيض ب "المعلمين".
أعرف أسرة لكل فرد فيها مدرسة، وأعرف صديقا فشل في الدراسة، وجرب الكثير من المهن، حتى فشل في الحلاقة
ففكر وقدر واستأجر منزلا؛ رفع عليه العلم الوطني، و أصبح ينادى ب "المدير"
آخر؛ كان بائعا للرصيد و ليس الرصيد العلمي طبعا؛ "تَمَوْدَر" كذلك..  قال لي في جلسة مكاشفة،إنه تفاجأ بالمردود المادي الكبير لمشروعه الجديد.

بحسب التجربة أصنف المدارس الحرة إلى ثلاثة أنواع:

1- مدارس خدَّاعة:
تسهر على راحة الطلاب؛ و تُغدق عليهم بأعلى العلامات في الاختبارات والامتحانات، وهذا الصنف مرغوب من التلاميذ الكسالى و الأولياء غير المتعلمين وأصحاب النفوس المريضة من الأساتذة.

2- مدارس صارمة:
لا تكاد تمثل نسبة 02% من المجموع؛ تتميز بقلة الطلاب في أغلب المستويات لصرامتها؛ التي يفر منها التلاميذ فرار الحُمُر من القسورة.
يريد المشرفون على هذا  النوع من المدارس خلق جيل منضبط ومتميز؛ بغض النظر عن المردود المادي..

3-مدارس محظوظة:

أغلب طلابها من الطبقات المتعلمة (أبناء الأساتذة والمعلمين؛ وخريجي المحاظر)
 جهد تسرقه المدارس  فتصنع منه الألق، و هي لعمري لم تُضف إلا النزر القليل، لطلاب عباقرة، لا تَكِلُّ جهودهم سواد الليل وبياض النهار.