رغم التغيرات الثقافية؛ نتجية إنتشار التمدرس والتحولات الاجتماعية المصاحبة لانتقال السكان من الأرياف والبوادي؛ وما يصاحب ذلك من تغيرات في نمط العيش وطريقة تفكير الإنسان ونظرته إلى محيطه الاجتماعي القبلي الضيق؛ والتحولات الديموغرافية؛ التي جعلت النساء يزيدون عدديا بشكل يفوق الخيال عدد الرجال؛ حيث يصل عدد سكان العالم حوالي 7,8 مليار نسمة؛ يشكل منها النساء 5,6 والرجال 2,2 مليار نسمة؛ متزوج من هذا العدد حوالي مليار رجل فقط؛ بما يعني أن العوانس من النساء حوالي 4,6 مليار نسمة؛ رغم كل ذلك؛ فإن بعض الأوساط في المجتمع الموريتاني؛ تصر على زواج بناتها من أبناء عمومتهم؛ خاصة في أوساط مجتمع البيظان.
بعيدا عن تعاليم ديننا الحنيف ومنطق العصر وقيم الإنسانية؛ متجاهلين نوامس الكون وسنة الحياة؛ وهي ممارسات تؤدي إلى معاناة لبنات هذه الأوساط الاجتماعية؛ التي تحرص على الزواج الاجتماعي التقليدي؛ لحرمانهم من الزواج بمن ارتبطن به بإرادتهن،
وما يضاعف من تلك المعاناة؛ تزايد أعداد النساء على حساب الرجال في موريتانيا على غرار ما هو حاصل في العالم؛ بفعل الموت والهجرة والعزوف عن الزواج نتيجة انتشار البطالة والفقر في أوساط المجتمع.
مما يعني أن منع أي فتاة من الزواج من شاب ارتبطت به؛ حرمانها من الزواج وبقائها عانسا؟