تُعَدُّ المقاطعة الشعبية لسلع ومنتجات دولة ما من أقوى الأسلحة وأشدها تأثيرا، ومن المؤكد بأن تأثير هذه المقاطعة سيكون أقوى في ظل جائحة كورونا حيث يمر العالم بوضعية اقتصادية صعبة جدا. في الغرب قد لا تحتاج الشعوب إلى أسلوب المقاطعة ذلك أن حكوماتها تقوم بالمهمة كلما استدعت الضرورة ذلك، ولكم في اللائحة الطويلة من الدول التي قاطعتها أمريكا اقتصاديا في العقود الأخيرة خير دليل. أما نحن في العالمين العربي والإسلامي، فالأمر يختلف عندنا، فحكوماتنا اغلبها ضعيف ومرتهن للغرب، وقد لا تهمه أصلا مصالح شعوبه، ولذا فقد كان من اللازم أن ترفع الشعوب راية المقاطعة كلما ظهرت ضرورة لذلك كما هو الحال الآن.
لقد تمادى الرئيس الفرنسي في الإساءة إلى دين الإسلام وإلى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد بلغت به الوقاحة إلى أن قال بأن دين الإسلام يعيش أزمة (لا حظوا بأنه لم يقل بأن المسلمين يعيشون أزمة، وإنما قال بأن الإسلام كدين يعيش أزمة) كما أنه تبنى بشكل رسمي الرسوم المسيئة، والتي أصبحت ترفع ـ وبكل استفزاز لمشاعر المسلمين ـ على بعض المباني الرسمية.
بمنتهى الوقاحة والطيش قرر الرئيس الفرنسي أن يسيء إلى مليار ونصف مليار مسلم، فكان لابد من الرد عليه بقوة، حتى يعرف حجمه الحقيقي، وحتى يعرف كم هو صغير وكم هي صغيرة فرنسا. ولعل أفضل رد وأقواه هو مقاطعة المنتجات الفرنسية بكل أشكالها، وعلى رأسها المنتجات الثقافية.
نعم إن المقاطعة سلاح فعال ومؤثر جدا، ذلك أنها تصيب الاقتصاد في مقتل. ومن المؤكد بأن الرئيس الفرنسي سيعتذر صاغرا وستعتذر بلاده صاغرة إن اتسعت المقاطعة واستمرت لفترة طويلة. لا يمكن للاقتصاد الفرنسي أن يتحمل جائحة كورونا والمقاطعة في نفس الوقت، وعندما ينهار الاقتصاد الفرنسي فلن يكون أمام ماكرون من خيار غير الاعتذار العلني للمسلمين والتوقف عن الإساءة لدينهم ونبيهم.
لا عذر لأي مسلم في عدم المشاركة في المقاطعة، فالمسلم الذي لا يستطيع أن يتخلى في شهر المولد النبوي الشريف عن سلعة أو منتج له أكثر من بديل أحسن منه، انتصارا للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، ودفاعا عن دين الإسلام، فالمسلم الذي لا يستطيع أن يفعل ذلك عليه أن يخشى على إيمانه وعلى حبه للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.
رسولنا خط أحمر
لقد قالها الروائي الكبير موسى ولد أبنو وهو الحاصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، والموشح بوسام الجوقة الوطنية من الحكومة الفرنسية، والمؤلف لعدة روايات باللغة الفرنسية لقيت نجاحا واسعا وترجم بعضها إلى عدة لغات .
“رسولنا خط أحمر” قالها مؤلف روايات : مدينة الرياح؛ حج الفجار؛ الحب المستحيل.. قالها بقوة ردا على إساءات ماكرون ، وقد أعلن هذا الروائي الكبير في خطوة نبيلة ومثيرة للإعجاب عن تخليه نهائيا عن الكتابة باللغة الفرنسية ومقاطعة كافة السلع والمنتجات الفرنسية، وعلى رأسها المنتجات الثقافية. ودعا الكتاب المسلمين الفرنكوفونيين إلى إضراب مفتوح عن الكتابة بالفرنسية حتى تتوقف الحملة الفرنسية المعادية للإسلام.
وانسجاما مع هذه الدعوة فقد أطلق الكاتب الكبير “حملة مقاطعة اللغة الفرنسية” من خلال غلاف صفحته على الفيسبوك.فشكرا لكاتبنا الكبير على هذه الخطوة الشجاعة والنبيلة، ولك منا كامل الدعم في حملتك المباركة هذه.
إن المقاطعة الثقافية، وخاصة منها مقاطعة اللغة الفرنسية، والبحث عن بدائل أفضل منها، وتلك البدائل موجودة في المادة السادسة من الدستور الموريتاني، وموجودة كذلك في اللغة الانجليزية التي أصبحت هي لغة العلم والعالم في عصرنا هذا. إن مقاطعة اللغة الفرنسية ستكون هي أشد أنواع المقاطعة تأثيرا، وسيكون تأثيرها أقوى من المقاطعة الاقتصادية، رغم ما للمقاطعة الاقتصادية من تأثير قوي.
وتفعيل المقاطعة الشعبية للمنتجات الثقافية الفرنسية، وعلى رأسها اللغة الفرنسية يمكن أن يتم من خلال :
ـ إضراب مفتوح عن الكتابة باللغة الفرنسية كما دعا لذلك الدكتور موسى ولد أبنو
ـ محو أو تغطية الكلمات الفرنسية المجودة على اللافتات واللوحات المنصوبة على واجهة المحلات التجارية في العاصمة نواكشوط وفي بقية المدن ..هذه الفكرة قد نفذها حتى الآن صاحب وراقة وخطاط قرب قيادة الحرس الوطني.
ـ سحب الأبناء من المدارس التابعة للسفارة الفرنسية وتسجيلهم في مدارس حرة أخرى.
حفظ الله موريتانيا..