لماذا ينتظر العالم الثلاثاء الكبير ونتائج الانتخابات الأميركية؟
بعد الثالث من نوفمبر الجاري، هل ستبقى الولايات الأمريكية متحدة؟!، ومتزعمة للعالم؟، أم أن عوامل النحت الداخلي والاستقطاب الحاد بين قطبي السياسة الأميركية ستضع حداً لزعامة سيطرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر مم نصف قرن ؟.
يحلو للبعض استعجال النتيجة ويسميها الولايات المنقسمة الأميركية.
هذا الادعاء يثير جدلا ليس مسلماً به، ولكن الراجح أن أميركا بعد ذلك، وبغض النظر عن الفائز في تلك الانتخابات فلن تكون كما كانت من قبل.
على عتبة الانتخابات تتوالى المفاجآت، إصابات الجائحة تلامس عتبة المليون العاشر وتسعين الف إصابة يوميا و 240 الف حالة وفاة.
والأعاصير تفرض تراجعا جديدا لانتاج النفط بنسبة 3.6%، برغم ذلك فإن الإقبال بكثافة على الاقتراع غير معهود ولا مسبوق ، اذ تجاوز عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا في الانتخابات الرئاسية تسعين مليونا، ما يعادل نحو 65 ٪ من المشاركين في الانتخابات الماضية عام 2016، ما يمهد الطريق لأعلى مشاركة منذ أكثر من 100 عام.
صوت عدد كبير عن طريق البريد زاد عن ستين مليون ناخب
مقارنة ب 75 الف ناخب بالبريد في الانتخابات السابقة ٢٠١٦.
الفرز والاستقطاب الداخلي الحاد بين الديمقراطي والجمهورية من أقصى اليسار إلى أبعد نقطة في طرف اليمين، جعل من التعددية الاثنية عبئاً ثقيلا على المجتمع والدولة، بعد أن كانت مصدر إثراء للحياة الأميركية ، وبرزت اصوات تطالب بالفك وليس بالضرورة إعادة التركيب.
مظاهر التفسخ أطاحت بما يسمى بهيبة الدولة، عندما عبر متظاهرون عن غضبهم بحرق العلم الأميركي علناً.
والانتهازية السياسية التي رافقت جائحة كورونا، كشفت عن فساد الطبقة السياسية التي أصبح جل همها أن تفوز بالانتخابات على أشلاء الاقتصاد والدولة.
هل تشهد أميركا إعادة بناء على الطريقة السوفيتية (البيروستريكا)؟
العجوز جو بايدن ليس مؤهلا لإعادة تأهيل أميركا، لأنه ينتمي إلى النظام العالمي المتهاوي، لكن ترامب الذي بدأ بالانسحاب من النظام العالمي ومؤسساته، لا يملك تصورا لما يجب عمله في بناء شراكة عالمية جديدة.
ترامب يحسن الهدم ولا يجيد البناء وأميركا بحاجة إلى من ينفذها أو من ينتشلها.