ماذا يريد مني أهلي مجتمعي وطني أمتي؟؟؟
هل يريدون مني العجز والفتور والجهل لا لالا و ألف لا؟؟!!!
أكثر من تساؤل يضعه الشخص أمامه في حيز بناء شخصيته الذاتية وتنمية قدراته المعنوية ،
لتعلم أيها الإنسان:
أنك أنت وحدك هو من يقدر على تغيير واقعك بإرادتك بطموحك بجدك و مثابرتك بمعرفة نفسك أولا لتنتقدها و تصلحها:
عليك نفسك هذِّبها فمن ملكت
قياده النفس عاش الدهر مذموما
فإن قوّمتها وزكّيتها فقد غلبت شيطانا طالما ألقى بك إلى الهلاك،
إن أملك جسر طويل تتكلّلُه المصاعب و تنطوي فيه المعاطب ولن يبلغ إنسان مراده إلا بعناء و سهر ونصب:
ما ابيضَّ وجه باكتساب حميدة
حتى يسوِّده شحوب المطلب،
فلا تشغل نفسك بما يؤول إلى سوء عاقبتها،
فتحَيَّنِ الفرصة و لا تَفُتك فإنها تمرُّ مرّ السّحاب و العمر يمضي كالسراب تنطوي لك فيه الآمال و ربما لا يُقّدر لك الله أن تعيش إلا يومك الذي فيه فبادر بنفسك إلى ما ينفعها من صالح الدين والدنيا،
إن من المعلوم أن اكتساب المهارات و تنمية القدرات سبيل إلى أمل مشرق تتحقق فيه الأماني لتصبح كالشمس ظاهرة جليّة،
فكم يوم تبدّل فيه التاريخ و أشرقت فيه آفاق الهمة والإرادة لبلوغ الأمل المنشود ،
كما في الاثر:(لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها)
هو عمرك إن لم تبادره ألقى عليك الدهر بكلكله بمرض أو هرم أو عجز فتتقطّع الآمال و تصبح هممك قاعا صفصفا تحوم حوله الحسرة و يعلوه الإحباط هذه هي سنة الحياة فاختر لنفسك مقاما تسمو به إلى معالي الرتب،
يقول الشماخ بن ضرار يمدح عرابة بن أوس الأنصاري:
رأيت عرابة الاوسي يسمو
إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
فمعالي الأمور يسعى إليها
الذين آثروا نيلها عن الاشتغال
فيما لا نفع له في دنيا ولا أخرى
و لقد أحسن ابن رازكه العلوي حين قال:
أرق ماء الحياة لأجل جلى
عرتك ولا ترق ماء المحيا
فموت المرء خير من حياة
يهان بطولها فيموت حيا
-ابدأ حملة إصلاح تُنظم بها
حياتك و نشاطاتك اليومية
بنظام زمني محدّد تتلزم به ،
فوقت الإنسان رأس ماله
فكيف يطمع بالربح من ضيعه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
واربأ بنفسك عن سفاسف الأمور :
ونفسَك أكرمْ عن أمور كثيرة
فما لك نفس بعدها تستعيرها
-ليس يجدي تحسُّرك على الماضي و ندمك عليه، بل فكر كيف تنجح بعد فشل وتُأمِّل بعد اليأس قال تعالى:
(و لا تيئسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكفرون)،
في قصص الماضين عبرة لأولي الألباب فما من إنسان أصابته المصائب و دارت عليه الدوائر إلا بزغ له نجم أمل و فرح ،
يوسف عليه السلام بعد أن أٌلقي في البئر و أُذلَّ و اتُّهم بالسوء و زُجَّ به في السّجن، يُمِدُّه بعونه و يفرج عنه ليصبح ملكا على خزائن مصر و يُسمى بالعزيز،
فصبرك على ما تكره
قد يكون لك فيه بعد ذلك
خير يُنسيك الألم و النصب قال تعالى:
(إن الله مع الصبرين)
ولتعلم أن الفرج مع الصبر
وأن العسر مع اليسر قال تعالى:
(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
وأحسن كما أحسن الله إليك
وتب إليه واسلك سبيل المفلحين الذين جعلوا من دنياهم زادا لأخراهم :
سبيل التقى و النسك خير المسالك
وسالكها مستبصر خير سالك
-ولتفتح صفحة جديدةً تُغير بها واقعك و تنير بها مستقبلك وتكون رونقا لك في حياتك تبلغ بها سٌؤْلك،
-و إياك و التواني و الضَّعة وضعف الهمة و العجز فإن فإن همة المرء نجم يرقُبه و يأمله ليهتدي به إلى بر الأمان حيث المجد و السُؤدَد،
-اصحب من يرفع همتك و يشحذ عزيمتك و يعينك في أمر دينك و دنياك فالرفيق قبل الطريق قال تعالى :
(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدواة و العشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيواة الدنيا)
قال الشاعر:
و اصحب من الإخوان كل مهتدي
إن القرين بالقرين يقتدي ،
ولتعلم أن أفضل ما تجنيه من ثمار تعبك و نصبك هو علمٌ تتبين لك به حقائق الأمور و جوهرها لتبصر الأشياء من حولك واضحة جليّة،
كما قال مصطفى الرفاعي:
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ
وألو المعارفِ يجهدونَ لينعموا
والعلمُ زينةُ اهلهِ بين الورى
سيانَ فيه أخو الغنى والمعدمُ
واخدم بلاداً أنتَ من أبنائها
إن البلادَ بأهلها تتفدمُ
واترك وراءك أثرا طيّبا يبقى لك به ذكر ويعلو لك به أمر :
وكن رجلا إن أتوا بعده
يقولون مر وهذا الأثر.
وقد جمع الله مكارم الأخلاق والمروءة في قوله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.