وشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم السبت ضمن حفل رفع العلم بمناسبة الذكرى الستين لعيد الاستقلال الوطني ، عددا من الشهداء والمجاهدين بوسام كوماندور، تقديرا لتضحياتهم الجسام في سبيل الدفاع عن الوطن واستقلاله.
وتم تصنيف الموشحين في فئتين اعتمد في اختيار الأولى على معيار أقدمية الاستشهاد في المعركة بينما اعتمد في الثانية على الأقدمية الزمنية لحياة الموشح.
وهكذا تم توشيح كل من :
1- البطل المجاهد بكار ولد اسويد أحمد: المولود سنة 1818والذي أظهر منذ نعومة اظافره مواهب وقدرات قيادية نمت وتطورت في ظل نظام اجتماعي يحث الفرد على تمثل البطولة والتضحية والاقدام والنخوة والشهامة، وكبد المستعمر خسائر كبيرة في عدد من المواقع، حباه الله بذكاء منقطع النظير وعبقرية سياسية وقيمة عسكرية وقوة شخصية ظل بها قائدا بلا منازع الى يوم استشهاده في معركة بوكادوم 1905 بعد اصابته برصاصة قاتلة وعمره يومها مائة عام.
2- المجاهد سيدي ولد مولاي الزين : من أعلام المقاومة الشجعان، نذر نفسه لكفاح المستعمر، قاد أخطر معركة جهادية في موريتانيا واكثرها نوعية، هاجم بمفرزة قليلة من المجاهدين لا تزيد على عشرين في قلعة تجكجه التي كانت بها قاعدة عسكرية قوامها خمسمائة مقاتل مدججين بالأسلحة الرشاشة والمدفعية الثقيلة ، فقضى المجاهدون على كبولان وبعض ضباطه وكان سيدي شهيد المعركة التي قادها مع اربعة من زملائه.
3- المجاهد محمد ولد سيدي احمد : بطل مقاوم عرف بالجسارة والاقدام وقوة الشكيمة، خاض عدة معارك ظافرة ضد الفرنسيين في منطقة النهر واترارزه، استشهد في الثامنة والعشرين من عمره برصاص الفرنسيين ضحوة الثامن والعشرين نوفمبر 1908.في معركة لكويشيش جنوب نواكشوط عندما واجه ورفاقه جيشا جرارا بقيادة الملازم الفرنسي ريبول.
4- الامير المجاهد سيدي أحمد ولد احمد عيدة: ولد سنة 1889 وتولى الامارة 1903، قاد المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي والتقى في جيوش كبيرة من المقاومين بالحملة الفرنسية التي قادها العقيد كورو والتي انتهت بدخول الفرنسيين لعاصمة ادرار، انتقل بعد هذا الاحتلال الى الحوض حيث ظل يشن حرب عصابات خاطفة وسريعة لكنها فعالة وموجعة للجيش الفرنسي، استشهد صبيحة 19 مارس 1932 عند الكلب الاخضر قرب وديان الخروب .
5- المجاهد العالم والشاعر الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيديا: ولد 1932، كان من ابرز المقاومين للمستعمر وظهر ذلك جليا في مواقفه وفي شعره بما تضمنه من حث المجتمع الموريتاني وقادة المقاومة واصحاب الرأي الى الجهاد في سبيل الله ومقاومة الاستعمار الفرنسي حيث يستنهض في رائيته المشهورة :
حماة الدين ان الدين صارا اسيرا للصوص وللنصارى
فان بادرتموه تتداركوه والا يسبق الاسيف البدارا
كان من قادة المقاومة وشارك مع ابيه في معركة الركبه وتوفي سنة 1869 عن عمر ناهز الاربعين عاما.
6- المجاهد محمد المختار ولد الحامد: كان فارسا شجاعا فقيها ورعا على قدر كبير من الدهاء استخدمه في مقارعة الاستعمار الفرنسي، خادع الفرنسيين بإعلان الولاء لهم استجابة لعرض من القائد كبلاني وحاز على خمسمائة قطعة سلاح استخدمها ضدهم، اكتشف الفرنسيون بعد مقتل سيدي ولد مولاي الزين بعدما انحنى على جثمانه وقرأ الفاتحة على روحه انه ليس رجلهم المناسب وحاول تبديد شكوكهم لكنه لم يفلح، هاجر الى شمال البلاد وشارك في عدة معارك قبل ان يهاجر الى البلاد المقدسة حيث توفي هناك .
7- المجاهد الشيخ ولد عبدوكه: قاد معارك ضارية ضد المستعمر من اسرة اشتهرت بالمقاومة في الحوض الشرقي ومارست استراتيجية "التكدي" التي هي الهجوم على اهداف العدو والتحصن في الجبال. كانت بداية مقاومته عندما قتل حرسيين في يوم 12 فبراير 1912 في مكان شرق النعمه يسمى الفرفرات بعدها، لجأ اهل عبدوكه لأسلوب الهجمات على قوافل التموين القادمة من السودان الفرنسي .ومن اشهر المعارك التي خاضها اهل عبدوك معركة زوروقو.
8- الحاج محمود عمر با: مؤسس مدارس الفلاح ولد سنة 1908 ، كافح من اجل الحفاظ على الهوية الاسلامية لأجيال الضفة والاقاليم الإفريقية المجاورة ، حرص على ابقاء التواصل مع المراكز العلمية في المشرق رغم الحصار الفرنسي على المنطقة .
كما ارسل عدة بعثات طلابية الى الازهر منذ العام 1959 ، ورغم مضايقات الادارة الاستعمارية ظلت مدارس الفلاح العربية الاسلامية التي اسسها تتقدم وتتوسع حتى شملت مناطق عديدة من افريقيا ،عمل مستشارا للشؤون الاسلامية برئاسة الجمهورية حتى وفاته 1978.