رأي الأستاذ الدكتور حماه الله ولد السالم رأي باحث متمكن، ذى اطلاع واسع، ومعرفة عميقة بالتاريخ، رأي رجل من أهل الاختصاص، لايهمل جهود الجيل الذي عايش دخول الاستعمار لهذه البلاد، ولايميل إلى الإقصاء، ولا إلى الحماس الزائد.
فحريٌ بالأكاديميين والمثقفين أن يعيدوا النظر في كثير من الأحكام الدعائية المبتسرة التي أصمتْ الآذان وأزكمت الأنوف خلال عقد من الزمان.
فالتاريخ ليس مِلكاً لجهة ولا لقبيلة، ولا لمشيخة، وإنما هو ذاكرة أمة فيها من كاتب وهادن، وفيها من رأى غير ذلك.
فلو تسنتْ لمؤرخينا اليوم قراءة هادئة موضوعية لتلك الحقبة تُعيد تفكيك أحداثها وترتيب أولويات ذلك الجيل لكان أقوم وأهدى سبيلا.
نعم منهم من قاوم ومنهم من كاتب، فانجر عن ذلك الفعل الذي مارسه الفريقان تراث زاخر من الآراء والفتاوي التي تُشكل اليوم مصدر ثراء فقهي و سياسي لأهل هذه البلاد.
فلماذا يثمن موقف، ويغيب آخر ما دمنا نزعم أننا
نتحدث عن تاريخ بلد بكافة جهاته وأعراقه..؟!
لقد آن الأوان أن يتحمل القائمون على الشأن العام، والعلماء المخلصون، والباحثون المتجردون حل هذا الإشكال.