وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
بقوا فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
لاحظت الليلة مع الأسف تغيرا غريبا وشديدا في سلوك فرق الدرك المختلفة الواقعة بين بيتي ومستشفى الشيخ زائد بالرابع والعشرين، فرغم قرب المسافة بين البيت والمستشفى كانت الحراسات كثيرة ومشددة، وكان تعاطي بعضهم معي الليلة على خلاف الليالي الماضية قاسيا ومفرطا رغم أن مشواري لا يتعدى مستشفى الشيخ زائد القريب لإحضار زوجتي المريضة بالفشل الكلوي من حصة التصفية، ولم تشفع لي أوراقها الطبية التي كانت بحوزتي لأبرزها لهم في الوصول إلى المستشفى إلا بعد جهد جهيد، لقد كانت محنة حقيقية.. وفي طريق العودة كان نفس السلوك ينتظرنا، بل إن أحد عناصر الدرك طلب مني، بعد أن رد إلي الأوراق التي تثبت مرضها وشهادة طبيبها بأنها تخضع للتصفية، ركن السيارة وتسليمه المفتاح ثم جاء ومعه آخر وطلبا من زوجتي التعري حتى يشاهدوا آثار تركيب أجهزة التصفية.. تصرف غريب مناف للشرع.. مناف للأخلاق.. مناف للذوق العام.. مناف لحقوق الإنسان، وبعد أن فعلت ما طلبوا منها تركونا نواصل الطريق..
فخامة الرئيس
معالي وزير الداخلية
قائد أركان الدرك
تجريد النساء المريضات القادمات من عشر ساعات من المرابطة بالمستشفى وسط كل المخاطر المحدقة لإجراء تصفية من ثيابهن للسماح لهن بالمرور تصرف مشين لم نكن نتوقعه في هذا العهد بالذات..
أخي النقيب أرفع إلى علمك هذا الأمر، وكذلك إلى هيئات حقوق الإنسان المهتمة بكرامة المواطن في هذا البلد!!!.