في إطار حرص الإيسيسكو الدائم على تطوير آليات تقييم إنجازاتها، وسعيها المتواصل لتحقيق نجاعة عملها وأثره الميداني، في أفق الاستجابة لتطلعات دول العالم الإسلامي في مجالات التربية والعلوم والثقافة، أعدت المنظمة تقريراً مفصلاً حول إنجازاتها من مايو 2019 إلى سبتمبر 2020.
يعتمد هذا التقريرعلى آليات كيفية وكمية، سواء على مستوى الهيكلية الجديدة وتقييم عمل القطاعات والمراكز، أو على مستوى التقييم الخارجي، عبر تبني مقاربة تشاركية ترتكز على استطلاع رأي اللجان الوطنية باعتبارها شريكاً استراتيجياً في تحديد التوجهات الحالية والمستقبلية للإيسيسكو، كما ارتكز التقييم الخارجي على المقاربة الإعلامية الهادفة إلى تشخيص عمل الإيسيسكو وإنجازاتها في المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع الصحافة الإلكترونية.
وتؤكد المعطيات الواردة في التقرير، أنه تم تحقيق جزء كبير من الأهداف والنتائج المنشودة،التي اشتغلت عليها القطاعات والمراكز خلال الفترة من مايو 2019 إلى سبتمبر 2020، فخلال هذه الفترة تم القيام بـ 253 من الإنجازات، تتضمن ورشات عمل وبرامج ومساعدات إنسانية طارئة، وتنظيم مؤتمرات وزارية واجتماعات إقليمية ودولية رفيعة المستوى، وقد استفاد من هذه الإنجازات 103339 مستفيداً، 2104 منهم من الأطر التربوية و5546 منهم من التلاميذ والطلبة، إلى جانب الخبراء والأكاديميين، دون إغفال فئة النساء، حيث استفادت 934 امرأة من البرامج والأنشطة التي أعدتها مختلف القطاعات والمراكز.
ومن السمات التي تميزت بها هذه الفترة،تسجيل 140 موقعاً جديداً على قائمة التراث في العالم الإسلامي، فيما تم الاحتفاء ب7 عواصم للثقافة الإسلامية.
وفي ظل تفشي جائحة كوفيد-19 التي اعتبرتها الإيسيسكو منحة وليس محنة، من أجل دعم الدول الأعضاء الأكثر تضرراً من تداعيات الوباء، تم إطلاق العديد من البرامج والمشاريع، فبموجب اختصاصاتها قامت الإيسيسكو بتكييف سياساتها، وإرساء آليات عمل استعجالية من أجل بلورة برامج ميدانية وتقديم الدعم المالي والفني للدول الأعضاء، وتمكينها من تقليص تداعيات الجائحة على قطاعات التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
ولأجل ضمان الحق في التربية لدى الجميع، وتمكين الدول الأعضاء الأكثر تضرراً من إنتاج المحتوى التعليمي، واستفادة المتمدرسين في المناطق الأكثر هشاشة من التعليم عن بعد، قامت الإيسيسكو بتعاون مع مؤسسة مسك الخيرية، بتقديم مئات الأجهزة الالكترونية والمعدات المعلوماتية بقيمة مليون دولار أمريكي لفائدة 23 دولة عضو، كما أطلقت الإيسيسكومنصة معرفية، تحت مسمى"بيت الإيسيسكو الرقمي"، التي تستعرض وتتيح التجارب الناجحة لاستمرارية التعليم والتعلم عن بعد، من دول العالم الإسلامي وخارجه، إلى جانب إتاحة روابط مكتبات رقمية وتطبيقات تربوية مجانية، تهم مختلف المستويات والمواد الدراسية.وقد تم على سبيل المثال إطلاق برنامج تربوي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، الذي استفاد منه أزيد من 50000 متعلم من مختلف دول العالم .
وتعزيزاً لسياساتها في دعم الدول الإفريقية الأكثر تضرراً من الجائحة قامت الإيسيسكو وبالتعاون مع مؤسسة الوليد الإنسانية، برصد ما يقارب مليوني دوﻻر أمريكي، خصص الجزء الأول منه لبرنامج المساعدات الإنسانية الصحية والغذائية الطارئة، فيما خصص الجزء الثاني منه لتمكين فئات الشباب والنساء -وخاصة العاملين بالقطاع غير المهيكل وفي الوسط القروي- من تصنيع المنتجات المطهرة والمعقمات والكمامات، وذلك بهدف تقوية قدرات المجتمعات المحلية وزيادة الوعي بأهمية النظافة والوقاية في مواجهة خطر الفيروس.
لذلك تستحق الايسيسكو لقب أفضل منظمة تربوية وثقافية وعلمية لعام 2020 في العالم العربي والإسلامي لأن مديرها العام الدكتور سالم بن محمد المالك استطاع برؤيته الجديدة وبالتعاون مع نخبة متميزة من المديرين والخبراء أن يواصل مسيرة الإيسيسكو بشكل أكثر فعالية وابتكارا وتطويرا، ويجعل منها منارة حضارية امتد اشعاعها إلى باقي دول العالم فكانت جديرة بتسميتها الجديدة ) منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة(
بقلم : محمود الوادنوني