ثلاث مواقف شدت انتباهي عند المرحوم محمد يحظيه ول ابريد الليل ، وهي لاتتوفر لكثير من العظماء، الذين أحسبه من ابرزهم، فلا اتكلم هنا عن أخلاقه الحميدة فتلك مسلمات عند المرحوم خصه الله بها ، ولا عن عنايته بالعلماء فتشييده لمساكن طلاب المحاظر في بلغربان وتندغماجك ومحظرة اهل التاه وغيرها ، عندما كان واليا في روصو ثمانينيات القرن الماضي ، والتي ماتزال بارزة للعيان، يمكن اعتبارها سلوكا غير مألوف عند من سبقوه ولا من جاءوا بعد ذلك ، بالأسلوب المعاش الآن عند اغلب الولاة .
عرفت محمد يحظيه ول ابريد الليل في أول لقاء جمعني وإياه بداية تسعينيات القرن الماضي عندما كنت ضمن مجموعة من ضباط شرطة المباحث( امن الدولة ) ، وكنا مكلفين في إطار عملنا بالاستماع إلى مجموعة كبيرة من خيرة أطر الوطن، يكفيك أن من بينهم المرحوم محمد يحظيه والنائب والعالم الأديب الخليل النحوي ( حفظه الله وأطال عمره ) وغيرهم.....
وعلي الرغم من الظروف الصعبة التي وجدنا فيها المرحوم محمد يحظيه( وقد استتنكرتها آنذاك أشد الاستنكار) ، فقد كان المرحوم صلباجلدا واثقا من نفسه يجيب على كل سؤال اجابة صادقة بلا تلعثم وبكل حضور..
أما اللقاء الثاني فكان في مكتبه الفخم بالأمانة الدائمة للجنة العسكرية ، ذلك عند ماكنت مفوضا مركزيا مكلفا بإدارة امن منطقة انواكشوط........
. أما اللقاء الثالث والأخير فتم في مكتب المرحوم محمد يحظيه، عند ما كان مديرا عاما للخطوط الجوية الموريتانية، والغريب اني لم ألاحظ اي فرق في توازن الرجل في الأماكن الثلاثة ، وكانت مواقفه تتسم بالهدوء وحسن الاستماع..
.رحم الله الطود الشامخ محمد يحظيه ول ابريد الليل ، وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون
البقاء لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.