على مدار الأسابيع الماضية لاحظت الحضور الطاغي لإذاعة موريتانيا على المشهد الإعلامي المرئي فيندر أن تفتح إحدى القنوات إلا وتلاحظ شعار إذاعة موريتانيا على الشاشة وحين تنظر في مضمون البث تجده ندوة سياسية تناقش واقع العمل السياسي والأجواء الهادئة التي تنعم بها بلادنا في ظل وئام سياسي يجمع الطيف السياسي على مائدة الوفاق ويعلي من قيم التشاور سبيلا إلى بناء تنمية حقة تسعى إلى ترسيخ ما ينفع الناس ويمكث على أرض موريتانيا، أو محاضرة فكرية تساهم في خلق وعي مجتمعي يرفع من مستوى التفكير والنقاش الهادف والبناء. أو سهرة فنية تسعى إلى إشاعة جو من الترفيه والترويح يخفف من متاعب الحياة وهموم الروتين اليومي ينشر أجواء من المتعة والأنس ويمد الإنسان بشحنة من الطاقة من الإيجابية تمنحه القدرة على مواصلة الحياة بنفس جديد. أو مجلس علمي يناقش إحدى النوازل الفقهية ويؤصلها ويتتبع فروعها بشيء من التقصي يشفي غليل المتابع ويروي الظمأ المعرفي لطلاب العلم.
زد على ذلك تلك المجالس الاستشارية العليا من مجلس علمي للإذاعة القرآن الكريم ومجلس للفتوة للإذاعة الثقافية وغيرها من المجالس التي كانت ولا تزال تلعب دورا إرشاديا يزيد من تألق الإذاعة وطغيان حضورها في المشهد الإعلامي عبر لعب أدوار متعددة لا شك أن المواطن كان يتطلع إليها بكل شغف.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل زادت الإذاعة من حضورها على المشهد الإعلامي عبر حرصها على تقريب المعلومة من الموطن، ولعل مكاتب إذاعة الشكات التي يتم تشيدها حاليا أبرز دليل على ذلك.
ولم تكن كل هذه الإنجازات لتتحقق لولا الهمة عالية والرؤية الواضحة التي تملكها إدارة الإذاعة الوطنية والتي أعادت اكتشاف دور الإذاعة وأخرجته في ثوب جديد يهدف إلى لعب دور بناء على الصعيد الإعلامي الوطني ، وذلك ما جعلها أقرب إلى المواطن وأكثر اتصالا به.
إن واجبنا كمستمعين ومشاهدين ومراقبين للمشهد الإعلامي الوطني الإشادة بهذه الطفرة الإعلامية التي برزت على مستوى إذاعة موريتانيا، وهي إشادة تسهم في مضمونها إلى الدفع بالمشهد الإعلامي عموما إلى مزيدا من التنافسية التي تهدف أولا وأخيرا إلى خدمة الأمة الموريتانية وتقريب الخدمة العمومية منها حتى تكون في المتناول وبجودة لا شك أنها متاحة لمن امتلك الإصرار والإرادة على تقديم النوع الجيد والكم الغزير بجودة عالية وفي الزمان والمكان المناسبين.