تتزايد بشكل مخيف معدلات حوادث السير فى موريتانيا ، مما يستدعي دق ناقوس الخطر فرعونة السائقين، وتغاضي أمن الطرق عن حمولة المركبات الزائدة ،ورداءة الطرق الوطنية مشكلات تشكل هاجساً على المجتمع وأفراده،لذلك كثيرا ما يذهب ضحيتها أبرياء كثر كما أن أثرها لا يقتصر على الفرد وحده فقط وانما يمتد إلى عائلته وإلي المجتمع بصفة عامة ،ولهذا فقد سميت بالحوادث الاجتماعية وخاصة أنها بصورتها الحالية جديدة على مجتمعنا، ولم تظهر وتتفاقم إلا نتيجة لتقدم وتطور الحياة المدنية الحديثة.
ففي هذا الموسم بالذات يشهد هجرة جماعية لساكنة نواكشوط بحثا عن الراحة ، مما يزيد من حجم الحركة على مستوى تلك الطرق التى يمتد بعضها على أكثر من 1200 كيلومتر.
ولم تنفع كل الحملات الإعلامية ولا التجنيد الكبير لمصالح الأمن في التقليل من الظاهرة، ليبقى موسم العطل فترة وفاة لمئات الأشخاص عبر الطرقات ونهاية "أمل" للقاء الاهل والأحبة .
وقد كشفت الدراسات الإحصائية في البلاد ارتفاع نسبة هذه الحوادث بحيث أصبحت تشكل في ذاتها مشكلة جسيمة لا يستهان بها ولا تقتصر خطورتها على الازدياد الكبير والمخيف في اعدادها وانما فيما يترتب عليها من نتائج سيئة وغير مرغوبة وهي من اخطر الكوارث .
وتبين التقارير اليومية التى تنشرها و تذيعها ادارة الدرك عبر الاذاعة الموريتانية مشكورة تزايدا مذهلا فى عدد الحوادث، قياسا بعدد السكان.
وتؤكد الأرقام أن فصل الخريف أكثر فترات السنة تسجيلا لحوادث المرور نظرا لارتفاع حجم الحركة على مستوى الطرقات وخاصة طريق الأمل.
هذا الوضع تنضاف إليه المسببات التقليدية لحوادث المرور، في مقدمتها العامل البشري واهتراء الطرقات وغيرها.
وفي السنوات الأخيرة زادت أشغال الطرق شرق-غرب، شمال وجنوب، عبر العديد من النقاط فإن استفحال حوادث المرور بحكم تهور السائقين هذه الفترة الحرجة من السنة، دفعت منذ فترة ، مصالح الدرك أمن الطرق إلى تنببه السائقين لبعض الممرات التى تغمرها المياه والرمال الزاحفة، بيد أن هذه الإجراءات أثبتت محدوديتها كذلك بالنظر إلى تواصل تسجيل أرقام مرعبة من القتلى والجرحى ..
وإن كان نشطاء علي مواقع التواصل الإجتماعي قد أطلقوا حملة ضد الحوادث فهم مشكورين علي البادرة الحسنة،إلا أن هذه الحملة لا تكفي وحدها فبتضافر الجميع نقلل من حوادث السير..
بقلم: عبد الرزاق سيدي محمد