"أومن بأن موريتانيا تستطيع أن تكون نموذجا للقارة الإفريقية والوطن العربي"
أجرى السفير الأمريكي في انواكشوط يوم أمس لقاء مع مجموعة من الصحفيين، وقد تناول العلاقات بين أمريكا والعالم العربي والإسلامي؛ بالإضافة إلى القضايا الوطنية.. وقد كان الحديث صريحا وحمل انتقادا واسعا للسياسة الأمريكية في فلسطين والعراق؛ وهي السياسة التي تعتبر السبب الأساسي في تشويه صورة الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المناطق؛ كما تطرق الحديث إلى الآفاق المستقبلية للديمقراطية في البلد، وجو الانفتاح الذي تشهده الساحة الوطنية.
وعلى هامش اللقاء أجرت "السفير" حوارا خاصا مع سعادة السفير جوزيف لبارون وقد أجاب -مشكورا- على أسئلتنا..
"السفير": ما هو تقييمكم للتطورات الحالية في موريتانيا؟
جوزيف لبارون: مثلما قلت مؤخرا تعتبر هذه المرحلة مهمة لمستقبل الشعب الموريتاني والمنطقة بصورة عامة؛ فأنا أومن بأن موريتانيا تستطيع أن تكون نموذجا في القارة الإفريقية وفي الوطن العربي إذا ما نجحت في تنظيم انتخابات نموذجية.
إنني على إدراك تام لنية الحكومة الانتقالية، والعقيد اعلي ولد محمد فال، واللجنة الوطنية المستقلة.. في تنظيم انتخابات شفافة؛ لذلك فأنا متفائل في المستقبل، والحكومة الأمريكية تولي اهتماما خاصا لأنشطة الأحزاب السياسية في البلد والصحافة والمجتمع المدني؛ فنحن نريد أن نشجع هذه الأنشطة من أجل تطوير الديمقراطية وتوفير حياة أحسن للجميع. صحيح أن هناك تحديات مختلفة؛ لكنني واثق بأن الشعب الموريتاني سيفوز بالرهان..
"السفير": لقد زرتم عدة مناطق في داخل البلاد؛ فما هي انطباعاتكم عنها؟
جوزيف لبارون: قبل وصولي إلى موريتانيا درست الكثير عن تاريخ البلد، وحاولت أن أفهم التقاليد الموريتانية، وأهمية الإسلام.. لذلك فإنني بدأت أنشطتي بزيارة الأرياف والمدن؛ فقد أوضحت لي الدراسة أن البادية تحتل مكانة خاصة في نفوس الموريتانيين، كما استطعت الاطلاع على المشاريع المختلفة المتعلقة ببرامج السفارة فيما يخص المساعدات الإنسانية، واستطعت أن أتثبت من أن المشاريع كانت فعالة..
غير أن الجانب المهم في هذه الزيارات يكمن في التعرف على تقاليد وتاريخ الشعب الموريتاني في كل أنحاء البلد؛ من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.. وخاصة في الأرياف.
كنت متخصصا بشؤون الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وأعرف ما لبلاد شنقيط من سمعة في العالم العربي والإسلامي؛ فهي تتميز بالمزج ما بين العلم وحياة الترحال..
شاهدت ذلك في المخطوطات الموجودة في المدن القديمة؛ والتي طالعتها قبل وصولي لموريتانيا في الجرائد والمجلات المختلفة.. فقد كان لدي اهتمام كبير بالشعب الموريتاني وحياته البدوية.
كنت أعرف أن البلد عاش في فترة الستينات أوضاعا قاسية من ناحية البيئة؛ غير أنه استطاع كسب الرهان بالقوة والعزيمة. هذا هو الانطباع الذي كان عندي قبل وصولي إلى موريتانيا، وهو السبب في زيارة الأرياف والبوادي وكل المناطق الموريتانية.
"السفير": ما هو موقفكم من حقوق الإنسان في موريتانيا بأبعادها الثلاثة: الرق، والمبعدين، والاعتقالات الأخيرة في صفوف الإسلاميين؟
جوزيف: أبدأ بالجواب عن القضية الأخيرة (اعتقالات الإسلاميين) وهي قضية تخص الحكومة ووزارة العدل، ولا أريد التدخل فيها؛ باعتبارها شأنا داخليا.
أما فيما يخص القضيتين الأخريين فأنا سعيد ببداية الحوار الوطني -وبشكل علني- حول هذه القضايا الحساسة والمهمة.. فقد قرأت واستمعت وسمعت خطابات رئيس الدولة العقيد اعلي ولد محمد فال حول هذه المواضيع؛ وأنا أهنئه لأنه فتح الأبواب لها.
إن أهم شيء -في نظر الحكومة الأمريكية- يكمن في تشجيع الحوار دون أن تتدخل فيه؛ لأن الأمر يخص الموريتانيين أنفسهم.. وإذا كانت الفرصة سانحة فسنشجع استمراره، وأنا متفائل بأن الشعب الموريتاني سينجح في وضع الحلول المناسبة لهذه القضايا.
حوار/ محمد عالي ولد عبادي
السفير: العدد 328 الصادر بتاريخ 23 يونيو 2006