اختتمت أمس في مقر الإيسيسكو بالرباط أعمال المؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، الذي عقدته الإيسيسكو تحت شعار “نحو رؤية مستقبلية للسيرة النبوية” بالشراكة والتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية ورابطة العالم الإسلامي، تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية ،
وصدر عن المؤتمرإعلان و مجموعة من التوصيات التنفيذية منها إنشاء أكاديمية تحت أسم " رحمة للعالمين" لتكون مؤسسة علمية متعدد التخصصات الدينية والإنسانية تعمل على رد السيرة النبوية إلى أصلها النبوي الرباني والروحي وإبراز ما تكتنزه من قوة اقتراحية للقضايا الحارقة التي يعاني منها العالم اليوم. كما أوصى المؤتمر بإنشاء منتدى " الخلق العظيم" يضم ثلة من أهل العلم والحكمة ويقام بشكل دوري في العواصم الإسلامية والأجنبية وجعله مناسبة تنعقد في ذكرى المولد النبوي الشريف.
وأكد المؤتمرعلى العناية بالمنظومة القيمية والأخلاقية للسيرة النبوية الشريفة واستلهام أحداثها ومواقفها في البرامج التربوية التعليمية ووسائل التواصل الاجتماعي ومختلف المنصات الرقمية ، وإنشاء مجموعة قنوات فضائية ورقمية لأظهار القيم الروحية والجمالية للدين الإسلامي ، والتشبيك والتواصل مع الجامعات الإسلامية بقصد توجيه البحث العلمي في الدراسات العليا لخدمة السيرة النبوية ، وإطلاق برنامج السفراء الشباب في الدول الإسلامية للتعريف بالقيم الحضارية في السيرة النبوية ومخاطبة الشباب بقيم الدين العليا، وتصميم خريطة للمسارات النبوية تشجيعا للسياحة الروحية على مدار السنة ، وإنشاء مرصد خاص بالسيرة النبوية لتتبع كل ما ينشر حول الرسول في اللغات العالمية ، وإصدار معاجم ما ألف في السيرة النبوية باللغات العالمية ، وإصدار دليل أرشادي لمعلمي التربية الإسلامية الذين يدرسون السيرة النبوية ، وتأليف كتاب مدرسي نموذجي للرجوع اليه في تطوير المناهج المدرسية في الدول الإسلامية .
وأوصى المؤتمر بإعداد استراتيجية للتعاطي مع ظاهرة الاساءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل إقناع الأمم المتحدة بسن قانون دولي يجرم الإساءة إليه وإلى غيره من الأنبياء عليهم السلام ، ودعا الأمم المتحدة إلى تبني الاحتفاء باليوم العالمي للرحمة في 21 أبريل من عام انطلاقا من القيم الحضارية في السيرة النبوية التي تشكل فيها الرحمة قيمة مركزية في الهدي المحمدي إلى العالمين.
يذكر أن المؤتمر شهد مشاركة شخصيات عالمية مرموقة من العالم الإسلامي وخارجه، ومن مؤسسات ومنظمات دولية، وعلماء وأساتذة مختصين في السيرة النبوية وعلومها، وخبراء في الإعلام والتواصل وتحليل الخطاب، بالإضافة إلى أصحاب مبادرات إعلامية وثقافية ناجحة للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تحدث عدد من ضيوف شرف، منهم الدكتور محمد سالم المالك، المدير العام للإيسيسكو ، والسيد عمران خان، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، و السيد توماس رايلي، سفير بريطانيا لدى المغرب بالنيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير شارلز، أمير ويلز، بالمملكة المتحدة ، والسيد سفير نيجيريا بالمغرب نيابة عن السيد محمد بخاري، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، والشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، رئيس هيئة العلماء المسلمين ، والدكتور احمد عبادي ، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب ، والسيد ميغيل انجيل موراتينوس ، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات .
كما تناول الكلمة ممثلو المؤسسات العلمية المشاركة في المؤتمر. وفي هذا الإطار تحدث كل من الدكتور شوقي علام ، مفتي جمهورية مصر العربية ، وشيخ الإسلام الله شكر باشا زاده ، مفتي أذربيجان والقوقاز، والدكتور مصطفى بنحمزة ، عضو المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية ، والدكتور فرحان نظامي ، مدير مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في لندن، والدكتور عامر الحافي، المستشار الأكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية في جامعة آل البيت في المملكة الأردنية الهاشمية،والبروفيسورجيمس باتون، مديرالمركز الدولي للدين والدبلوماسية في واشنطن ، والأب القمص فيلو ثاوس فرج ، سفير السلام العالمي في الخرطوم، والدكتور جوران ج. فان كلافرن ، عضو مجلس إدارة مركزالتجربة الإسلامية في هولندا.
وتم خلال هذا المؤتمرعقد أربع جلسات عمل ، خصصت الأولى لموضوع) السيرة النبوية والجهود العلمية) ،و الثانية لموضوع ( السيرة النبوية والأبعاد الوظيفية) ، والثالثة لموضوع) السيرة النبوية والإشكالات المعاصرة)، والثالثة لموضوع) السيرة النبوية والإشكالات المعاصرة)والرابعة لموضوع) شهادات عالمية حية في سيد الأنام ورسالته الخاتمة) .
_________
الرباط : المحجوب بنسعيد
