بقراءة متواضعة لمغزى مقابلة الرئيس مع الطبعة التلفزيونية لوكالة الانباء الفرنسية AFP ومن وراءها الإليزى، فهي طبعاً ليست للاستهلاك الداخلي، ولايرجى منها الحديث عن الوضع في موريتانيا سياسيا، ولا اقتصاديا أو اجتماعيا، بل لمحاولة ترويض الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والاستعانة به في حفظ المصالح الفرنسية بعد الضربات الموجعة للمصالح الفرنسية في الجارة مالي، ومنطقة الساحل عموما..!
كان واضحا للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تلك الأسئلة المفخخة، التي أراد الفرنسيون من وراءها أن يفهموا تفكير الرجل في التعاون البيني مابعد تقليص قوة "برخان" وكيف لفرنسا أن تستغل مكانة موريتانيا وثقتها في المنطقة لإبرام هدنة غير معلنة مع التنظيمات الجهادية المسلحة، وهو ما أشار إليه الرئيس ضمنيا، بأن لا مجال لأن تستخدم موريتانيا مجددا في حرب بالوكالة فنحن دولة تحترم سيادة جيرانها، ولن نكون آلة بأيدي جهات خارجية..
فالهدف الأسمى على لسان رئيس الجمهورية هو "أمن" موريتانيا أولا، ومصالحها التي تتأثر بالعلاقات بين دول المنطقة ومن ينشطون داخلها.
عموما نجح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في أن يلفت نظر الفرنسيين، وكل القوى الدولية بأن موريتانيا دولة ذات سيادة وصاحبة قرارات نابعة من المصالح العليا للشعب وللحوزة الترابية، وأن لا مجال لأية تأثيرات خارجية إن لم تصبّ في مصلحة البلد، وأن موريتانيا في طريقها إلى تنمية شاملة تقوم على العدل والانصاف وخدمة المواطن أين حلّ وارتحل.