قد يبدو الحديث عن وجود علاقة ودية بين الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورئيس حزب التكتل أحمد ولد داداه غير مستساغ في اذهان الكثرين بل قد يذهب البعض إلي استحالة الأمر واعتباره صنفا من اصناف الارتجاج الفكري ومحاولة البحث في آسن المستحيل ...!
لكن الا ترون معي أن هناك نوع من الحظوة يتميز به بعض أقارب أحمد ولد داداه لدي شخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز ..؟ وقبل الدخول في التفاصيل الجزئية لما أنا بصدد ذكر ه ، أطرح مجموعة من الأسئلة أعتبر ها جوهرية في كشف حقيقة ما إذا كان ولد داداه بات مطوقا بحبل ود يلتف حول خاصرته ويمنعه من التقدم خطوة واحدة لاتخاذ مواقف جدية تعبر عن مكانته كمؤسس لأكبر وأهم حزب سياسي معارض ، ظل منذ الاعلان عن المسار الديمقراطي في مطلع تسعنيات القرن الماضي يشكل أهم مدرسة خرجت اجيالا عدة من الممانعين والرافضين لا ستمرار سلطة القبعة ، مع وضع خط طبعا تحت السطر الأخير ..؟ أمر يبدو مريبا بعض الشيء ، فهل كان النظام ذكيا باستقطابه لبعض المقربين من المحيط العائلي الضيق لشخص أحمد ولد داداه لدرجة أحرجت الرجل وجعلته غير قادر على الصمود في وجه مسار يبدو حتميا وخيارا اجتماعيا يصعب الخروج عليه مع ما أصاب الرجل من انهاك وما تراكم عليه من مديونية اخلاقية لبعض انصاره واتباعه من خارج المحيط يصعب الوفاء بها دون الحصول علي كرسي الرئاسة - المستحيل اصلآ - ما يرجح فرضية الاكتفاء بما هو متاح من ثمن اجتماعي على الاقل ؟
أم أن في الامر ماهو أكثر من مجرد عرفان بالجميل ومحض صدفة ، يتجاوز ليصل وجود صفقة بين الرجلين بمو جبها تم تعين أبراهيم ولد عبد الله ولد داداه بن أخي أحمد وزيرا للعدل ( حارس الاختام ) ، ولأول مرة من ينوب رئيس الوزراء ، ثم اختيار بن عم أحمد ولد داداه عبد الله ولد أحمد للمختار وأحد أكبر ممولي حزب التكتل (شخصية أحمد وثقته البعيدة عن الأضواء ) ليكون مديرا عاما لبنك المعاملات الصحيحة الذي يرجح الجميع أن غالبية اسهمه تعود للرئيس محمد ولد عبد العزيز من خلال واجهته وبن خالته افيل ولد اللهاه ؟ يدخل في السياق نفسه ترقية الجنيرال محمدن ولد بلال ولد اعمر صالح أحد ابناء الاسرة الداداهية بامتياز ، وحامل اسم الأب ، قبل لحظات من احالته للتقاعد - في أول سابقة تعرفها المؤسسة العسكرية - ليتم تعينه لاحقا مديرا للتجمع العام لأمن الطرق ، المنصب الذي يوازي الادارة العامة للأمن ...؟
ثم لا حقا تركيز الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية المكلف بملف الحوار على ضرورة حضور أحمد ولد داداه بل واختزال الحوار في شخصه - ما أثار حفيظة بعض المحاورين -؟
مع الاكتفاء بالاشارة إلي أن رئيس الوزراء الحالي والأمين العام لرئاسة الجمهورية المكلف بملف الحوار يشكلان حلقة من حلقات التواصل والتلاقي غير المفهوم في طبيعة العلاقة بين "النظام " والمعارضة ".
لنتسائل بحيرة عن نوع تلك العلاقة الضبابية التي تحيلنا إلي محاولة استكناه اسرار الدولة العميقة كي لا نكتفي بالطرح الواضح والتحليل الساذج لماهو كائن من ارتهان لمجرد الصدفة ...؟!